تنقية الهواء

مشاهدات



أ.د. يعرب قحطان الدُّوري


يكمن تلوث الهواء في أي مادة مسببة ضرراً للإنسان والبيئة ، والتي قد تكون ملوثات صلبة أو سائلة أو غازية ، وقد تنتج عن الطبيعة أو نشاط الإنسان مثل الزراعة، والصناعات الكيميائية والتعدين، وعمليات معالجة النفايات، بالإضافة إلى حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة الكهربائية، وفي وسائل النقل، وفي الأنشطة الصناعية، والمنازل. وتصدر ملوثات الهواء عن السيارات، ووسائل النقل، أو محطات الطاقة، ومصافي تكرير النفط، والمنشآت الصناعية، والمصانع. أهمها هي أكاسيد الكبريت السامة وغاز ثاني أكسيد الكبريت وثالث أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وأول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتروز. أن الجهود المبذولة للحد من تلوث الهواء حثيثة للحد من مشكلة المطر الحمضي، والاحتباس الحراري، وثقب الأوزون، ولها خططها الهادفة لتقليل التلوث في جنوب شرق آسيا المتعلقة بالتلوث الضبابي العابر الحدود. واتفاقية ماربول لمنع تلوث الهواء البحري الناتج عن السفن. كل ذلك سببه تفاقمت مشكلة التلوث الهوائي. وهناك جهود فردية لمعالجة المشكلة مثل استخدام وسائل النقل كالدراجة الهوائية أو المشي، وشراء المعدات المنزلية الموفرة للطاقة، واستخدام مدافئ الغاز غير المعتمدة على حرق الخشب، واقتناء السيارات الكهربائية أو الهجينة، وتقليل استهلاك الكهرباء. وكذلك جهود جماعية مثل تهيئة بيئة أكثر أماناً لقيادة الدراجات حيث تزيد المركبات التي تعمل بالبنزين من نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة لذا يتم التوجه إلى استخدام المركبات التي تعمل بالكهرباء للتقليل من انبعاث هذه الغازات، والتدخلات البيئية عبر زراعة النباتات التي تنمو بشكل رأسي والتي قد تخفّض نسب أكاسيد النيتروجين بنسبة كبيرة، واللجوء إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح للتخلص من تلوث الهواء، وتشجيع المباني الخضراء صديقة للبيئة، وسنّ القوانين والتشريعات للحد من التلوث. فقد أطلقت الصين الإنذار الأحمر في يناير/كانون الثاني 2017 لمكافحته تجنباً للأمراض المزمنة مثل الخرف والألزهايمر. لقد ساهمت الصين بسياسات جديدة ومشاريع هادفة، فأغلقت 40% من مصانعها المسببة للانبعاث الكربوني، ومهّدت الطريق لتقليل السيارات غير الكهربائية، وزرعت أبراج لتنقية الهواء الملوث ما خفض التلوث الهوائي بنسبة 15%. يتميز هذا البرج بطوله حيث يلتقط الهواء الملوث مستعينا بدفيئات قريبة من قاعدة البرج لالتقاط الهواء الملوث وتسخينه بالطاقة الشمسية، ثم يصعد الهواء الساخن عبر البرج ليخرج منه نقيًا بعد أن يعبر عدة مرشحات. حيث كانت النتائج مشجعة حيث يتطلب البرج قدراً ضئيلاً من الطاقة لتشغيله. وفيما يبدو أن أبراج تنقية الهواء أثبتت فعاليتها في الصين، ما حفّز الباحثون في لوس أنجلوس لابتكار جهاز يقيس جودة الهواء لاستخدامه في أنظمة تنقية الهواء. كما يستخدم إحدى مراكز التسوق في لندن أرضية متميزة لتحويل خطوات المتسوقين إلى طاقة كهربائية لغرض تشغل أجهزة تنقية الهواء. ومن المحفزات هو استخدام التقنيات المشار إليها إلى جانب أبراج تنقية الهواء للتخفيف من حدة التلوث الهوائي.

 

تعليقات

أحدث أقدم