ميزان الحياة

مشاهدات

 


هند شوكَت الشمري


من الذي يُحدد مُستوى الصدق والكذب في حياتِنا ؟

وهل يوجَد حدا أقصى او أدنى لكلٍ منهُما ؟

هل من المُمكنِ ان يكونا مَن وجهةِ نظري مُختلفين عن وجهَةِ نظر الآخرين؟

هُنالِك مبادئ وأخلاقيات تقَودُنا إلى ذلك . والقَاسم المشترك بَيَنهُما هو الضمير والشَرف والكلِمةَ .

فإذا وضعناهم في الميزان فأي الكَفَّتين مَنهُما هي الأرجح ؟

ان البيئة تلعب دورا مهما في تَنمَّية هذه الصفات لأنها تبدأ مِن الأم والأب وعلاقتِهما ببِعضهِما وتؤثر سلبا أو ايجابا في تكوين وبَلوَرة الشخصية . وكذلك عِلاقَة الشخص مع نفسه أولًا ومع الآخرين ثانيا . فالصِدق يرفَع من منزلته ويُنمَي من ثقته بنفسهِ وثقة الآخرينَ به ويزيد القيمة والمُستوى الاجتماعي . وهذا يدل على احترامه لذاته . رغم اننا احياناً يَجرفنا الغرور ويقودنا إلى التَمادي والتجاوز على البعضِ بحُجةِ الصدق وقد نخدش مشاعر الآخرين ونُؤذي احَاسيسهُم بَنفس الذريعة .

يَجَّب ان تَكون هناك نظرة في كيفية التعامل مع الناس ولهذا وجدت أساليب في تَربيتِنا وديننا تؤكد ان علينا الا نخرج عن إطار الأخَّلاق وحُسن المُعَاملة . لأَنَ الكِذبَ هو إِحدى الصفات التي حَرمَها اللهُ وتسقط من هيبة وكرامة ومروءةِ الشخص وتُذهب ماءَ وجههُ وكلَ ذلِك يأتي من عَدمِ احترامه لنفسهِ اولا ثم المُجتَمع لأَنها تَسلب طاقتَهُ الروحية التي تؤدي إلى الضَررَ بِمن يحِيطُ به وبالتالي ندخل في إطار الفساد الأخلاقي وتصبح كارثة . والامثلة كثيرة في ذلك ومنها الوضع العام الحالي في بُلدانِنا العربية او الاسلامية بشكل خاص والعالم بشكل عام . وللأسف نستمر في اكَاذيبِنا رغَمَ علمنا أَن المُتَلقي يَفهم ويعرف جيدا أَننا لانَقول الحقيقة .

هذا الموضوع قد يكون تردد كثيراً على مسَامعِ الناس لأنهُ قديم ومُتداول ولَكِننا اليوم نحتاج إلى صحوة بما أَن المجتمع طرأت عليه تغيرات كثيرة مثل الحروب والتكنولوجيا وتطورها السريع وعدم استخدامها بصورة إيجابية بِمَا يخدم مصالِح الفرد والناس والتجاوزات السلبية التي تتصاعد يوماً بَعدَ يوم والانحلال الاجتماعي والطبقي فقد دخلنا في أزمةٍ اخلاقية كُبْرى ونحن نعيش في بيئة ناقدة بشكل لاذع يَضطَر المَرءُ فيها لأَن يكبت ما بداخلهِ بسبب العادات والتقاليد القاسية والتعسفية التي أهَمُها حُريَة الفَكر ومَشَاعِر الحُب لذلك يلجأ الفرد إلى الكِذب . ومِن الواضحِ أَنها مُتلازِمة المُجتَمع كُله .

واخيرا نَحنُ بِحاجَةِ إلى أَن نَستَفيق مِن غَفوتِنا وغَفلتِنا الفكرية ونَعود كَما كُنا أَمةُ العِلم والمَعرِفة ... ألأمة التَّي اهَتَمت ببِناءَ الأنسان قبل كُلَ شَيء لأنه الُلبنَة الاولى والاساسية في الحَياةِ .

1 تعليقات

  1. مقال جميل... برأيي ان بذرة الكذب تبدأ من الصِغر، حينما يشاهد الطفل امه او اباه يكذبون، تحت ذريعة: الكذب الابيض

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم