إكذوبة الصدق

مشاهدات




الإعلامية ندى الكيلاني


كم هو قاسي مميت وجود أمثالك من البشر 

كم هو مجحف أن أقول أصلا أنك من البشر 

تنسل كالأفعى ببطئ نحو الفريسة 

و فجأة تنفث سمك و تخفي الجريمة 

تتنكر بألف قناع و قناع 

تظن نفسك ذكيا 

تلبس ثياب الطهر و النقاء 

و جسدك ملوث تفوح منه رائحة كريهة 

ترتدي وجه البراءة و الإيمان 

و عقلك نتن يحتاج ملايين المنظفات 

تعتنق أفكارا متحضرة 

و دماغك مليء بأسوأ المعتقدات 

تكذب بحرفية صادقة 

تنادي بالقيم و المثل العليا 

و أنت من أظلم الظلام 

تدعي المثالية في حروفك 

و أفعالك دروس يتعلمها الشيطان 

تظن أنك القوي 

و تنسى أن الخالق 

يمهلك قليلا و يتركك 

إلى أن يأتي يوم ما 

تستيقظ فيه و تندم 

بوقت لن ينفعك فيه 

ندم أو استغفار 

مدرسة أنت 

مدرسة تعلمنا كيف نكذب بصدق 

و كيف نكون بوجهين 

وجه للناس و وجه حقيقي 

وجه رائع مبهر 

و وجه خبيث روح ضئيلة 

و قلب لا قلب فيه 

أمثالك كثيرون 

لست وحدك 

ينتشرون في هذا الكون الفسيح 

يظلمون و يظلمون و يظلمون 

فهم جوعى للانتقام و لن يحصدوا 

سوى الهزيمة و أبشع المصير 

تذكر أن الإنسان ضعيف 

في لحظة واحدة 

قد يخسر كل شيء 

قف أمام مرآتك 

و كن بوجهك الحقيقي 

حتى لو كان وحشا 

لكن يكفيك أن تواجه نفسك 

أما تعبت من إكذوبة الصادقين 

إلى متى ستظل هاربا من ظلك 

إلى متى تحاول صنع شخص وهمي لا يمت لشخصك 

إلى متى تتناسى أن كل شيء 

سيرد إليك 

و أن كل الذي نثرته سيعود إليك 

فالخير يرجع خير 

و الظلم ظلمات تحوم حولك 

في الحياة 

و عندما يحدث الرحيل 


تعليقات

أحدث أقدم