ترامب والسم وكرسي الرئاسة

مشاهدات



علي السوداني


جاء في النبأ الذي لا أظنه يقيناً أن بوابة البيت الأبيض الحصين قد اعترضت طرداً مريباً مرسلاً الى عنوان الرئيس شخصياً ، وبعد التفتيش والتمحيص والفحص المخبري تبين للشباب الساهر أنّ الرسالة تحتوي على مادة سمية عالية الخطورة ، وان الرب القدير قد دفع ما كان أسوأ ولم يصل المكتوب الى مائدة الرئيس القلق دوني !!

مات هذا الخبر بسرعة كبيرة ولم تنشغل به وسائط الدعاية بأمريكا وخارجها ، وحسبه العقلاء المفتوحة عيونهم بصحن لبن على باب الدعاية والإشاعة الانتخابية ، واتفقوا على أن ماي


حدث في هذه الدورة الانتخابية القائمة بسنة الجائحة الكورونية ، لم يحدث في أي من سابقاتها البائدات ، من جهة ألعاب تسقيط الآخر واستعمال وسائل خسيسة ودنيئة للفوز كنا قد خدعنا من قبل بأن هذا لن يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي بذلك ليست واحدة من دول العالم الثالث حتى تبيّن أن أرض العم سام ليست مأمونة ومحروسة بالديمقراطية القوية أبداً .


في باب الاستثمار الترامبي لفصل كورونا الرهيب ، قام الرئيس بأفعال وحماقات قد يصل بعضها الى باب الجريمة شديدة الوضوح ، ففي أولها أخبر الرئيس شعبه بأن المسألة لا تتعدى الانفلونزا الموسمية وستختفي سريعاً ، ثم عاد قبل أيام قليلة وقال انه كان يعرف مدى خطورة هذا الوباء لكنه لم يشأ أن يصيب الناس بالهلع الكبير . جاء هذا الاعتراف بعد أن تجاوز عدد الضحايا المائتي ألف وعديد المصابين نحو سبعة ملايين !!

اختار ترامب لخصمه بايدن مجموعة من الأوصاف ليس بينها ما جاء عليه عبد الحليم حافظ العظيم في أغنية « كامل الأوصاف فتنّي « واستقر أخير على تسميته جو النعسان ، الذي لو فاز بسباق الرئاسة هذا فان فنزويلا وايران ستتحكمان بأمريكا ، ولعمري أنني بكل قراءاتي ومسموعاتي لم أقع على مثل هكذا صورة رقيعة وغبية ومهينة !!

قبل ذلك بكثير كان الرجل الطرمبة قد شنَّ هجمات كبرى لاسعة ضد منظمة الصحة العالمية والصين وروسيا ، وحتى على حلفائه التقليديين في أوربا العجوز ، وثرثر كثيراً في مسألة اكتشاف لقاح قاتل لكورونا اللعين ، وحدد تواريخ مبعثرة لنجاح مختبراته وأبحاثه ، وكلما سقطت كذبة نسج أخرى !!

وأخيراً فاجأ الرئيس نصف العاقل الرعية المخدرة المضللة التي كانت تدعو له بالفوز والعافية كي يتفرغ للبعبع الايراني المنفوخ ، حينما قال بلغة واضحة لاشك فيها ، انه سيوقع اتفاقاً مجدياً مع ايران ويغلق ملفها تماما بعد شهر من فوزه بالكرسي الثمين ، كما فعل وطبّع علاقته بطالبان افغانستان وهو يعلم جيداً أن الذين صافحهم وأعجب بهم هو ووزيره السمين بومبيو في بيت الدوحة المريح ، انما هم القاعدة وداعش وأخواتها وهؤلاء سينقضون على قصر الحكم بكابل ويذبحون ويشنقون كل من فيه ، مع أول دقائق خروج آخر دبابة أمريكية هاربة أو حتى قبل ذلك !!

تعليقات

أحدث أقدم