المخطط الصهيوني الفارسي ...

مشاهدات



نزار العوصجي


كلنا نعلم أن الحديث عن القضية الفلسطينية أمر ‏معقد للغاية ، ولكي نقطع الطريق أمام المتربصين ، ونلجم إفواه المشككين والمحرفين نقول : ‏نحن نؤمن ايماناً مطلقاً بأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية ، وأن الأرض الفلسطينية مغتصبة من قبل كيان صهيوني عنصري ، يسعى الى فرض وجوده من خلال احتلال استيطاني توسعي ، يعمل على احداث تغير ديموغرافي شامل على اغلب الارض الفلسطينة ، وان الخيار الوحيد لمناضلي الحزب والامة العربية ، هو تحرير ارض فلسطين ، ودعم الشعب الفلسطيني لكي يستعيد السيادة على كامل الارض الفلسطينية ..


الملاحظ ان حال الكثير من الدول العربية لا يختلف كثيراً عن حال فلسطين وشعبها ، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ، فهي محتلة بفعل التوغل الإيراني التوسعي ، وفاقدة للسيادة من خلال التدخل الفارسي في الشأن الداخلي لتلك الدول ، وفرض سطوته على القرار السياسي فيها ، عبر اذرعه وميليشياته الإجرامية العميلة ، التي ترتكب ابشع الجرائم بحق شعوبها ، بالأضافة الى سرقة خيراتها وتجويع الأصلاء من شعوبها ، وتعطيل المشاريع الصناعية والزراعية ، والخدمية والتنموية في كافة المجالات ، وسلبهم ارادة تقرير المصير في الحياة الحرة الكريمة .. 


ان الحلم الصهيوني بأقامة دولة اسرائيل وشعارها ارض اسرائيل من الفرات الى النيل ، لا يختلف كثيراً عن الحلم الإيراني بعودة الامبراطورية الفارسية ، وسعيها المحموم لفرض سيطرتها على عدد من دول المنطقة ، واستخدام كافة الوسائل الإجرامية  للوصول الى البحر الأبيض المتوسط .. فكلاهما مدعوم من الامبريالية العالمية ، كما ان النظامان يعزفان نغمة واحدة ويلعبان على وتر الطائفية الدينية الزائفة ، ويتحدثان عن المظلومية الكاذبة التي عانا منها اتباعهما عبر التاريخ ، وهذا ما يثبت بالدليل القاطع وبما لا يقبل الشك ان الاثنان سيئان ، وحاقدان على العرب والامة العربية ..


اوجه الشبه بين الكيانان كثيرة ومتعددة من حيث الاطماع والسلوك التوسعي الاجرامي وتعدد ادواته ، اضافة الى التعاون التسليحي ، مما يجعل المقارنة بينهما في تشخيص ايهما اسوء صعبة الى حداً ما ، الا ان الحقيقة التي لا ينبغي ان تفسر على انها انحيار لهذا الطرف او ذاك ، هي ان نظام الولي السفية اشد سوءاً ، والاغرب من كل هذا موقف القيادات الفلسطينية ، ومعها ما يسمى بمحور المقاومة من ايران ، حيث قال خالد مشعل في الإعلام أن خميني هو الاب الروحي لحماس ، اضافةً الى التظاهرة التي كانت تخرج في سوريا من مخيم اليرموك يوم القدس ، حيث كانت صور خميني وخامنئي تسير في شوارع اليرموك ، كما ان حسن نصر الله يقول في خطاب متلفز نحن أصدقاء إسرائيل من عام ١٩٨٠ ، وفضيحة إيران غيت لم تمح من ذاكرتنا بعد ، ومساهمة إيران في غزو واحتلال العراق ماثلة أمامنا ، وتفاصيلها في كتاب خطة الهجوم (كوبرا ٢) لمؤلفه بوب ودورد ..


لا نعرف عن اي مقاومة واي محور واي ممانعة يتحدثون ، كلها أكاذيب تسوقها إيران لخداع البسطاء بينما نفذت وتنفذ كل مخططات إسرائيل التدميرية  في المنطقة : العراق ، سوريا ، لبنان ، اليمن ، البحرين ، السودان .. ان أول مسؤول عربي زار العراق بعد الإحتلال كان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية .. مصيبتنا في العراق كبيرة ، وصفقة القرن تنفذ بحذافيرها قبلنا إم اعترضنا ، وعلينا أن نعرف أين العراق في ظل ما يدور ، وكيف يمكن ان ننقذ ما يمكن إنقاذه ، فالأمر خطير ولا مكان فيه للعواطف والشعارات ، والفعل على ارض الواقع هو المطلوب ، وأخشى أن يكون العراق ثمنا للتطبيع مع إسرائيل ، وهدية لإيران لتدخل الصفقة أو لا تعارضها على أقل تقدير ..


من ضمن ما قاله الرئيس السابق صدام حسين رحمه الله ، في اللقاءات الأخيرة قبل الغزو الامريكي في ٢٠٠٣ : ( ابلغوا شعبنا والأمة أن لا يثقوا بأمريكا وإيران ) .. أتمنى أن أكون مخطئا في استقراء القادم .. حمى الله العراق وشعبه ...

تعليقات

أحدث أقدم