د. نزار محمود
لكي لا نبقى أسرى حالة التشاؤم والتذمر السلبي لا بد لنا من تفكير ايجابي وتفاؤل نهضة تشدها عزيمة الرجال التي أشرت لها في ختام مقالي بعد التوكل على الله.
إنها مهمة كل مواطن يشعر بانتماء للعراق بفخر وكرامة إنسانية ويسعى إلى دور في الحياة، مستحضراً صور من يعمل ويضحي من أبناء الشعوب الأخرى في عزة نفس. كما علينا أن لا ننسى وأن نتذكر كم من الشعوب، ومنها نحن، قد داستها حوافر الأيام، ثم بعثت في روحها الهمة واضاءت في عقولها النور وزرعت في نفوسها التسامح لكي تنهض من جديد تفكر وتعلم وتزرع المحبة قبل البذر وتبني.
وربما كنا قد تعمدنا طرح ما سقناه في مقالنا من خطايا ارتكبناها لنبدأ بتجنب ارتكابها ثانية والوقوع في خرائبها.
نفطنا الذي نرتوي منه، ليس إلا نعمة إذا أحسنا الاستفادة منها، وهو نقمة كما تعاملنا معه طيلة العقود الماضية. لقد كان سوطاً عليناً من قبل الآخرين في اللعب بأسعاره وأسواق انتاجه وتصريفه. كما كان أداة سطوة وقمع ورشوى وشراء للذمم من قبل رجالات أنظمتنا عندما جهلت أو أخطأت أو خانت وطغت.
لقد علمونا كيف نعمل دون أن ننتج، وأن نصرف الوقت دون جدوى… لقد خانتنا قيم عقيمة، وقتلنا المحبة بيننا في غيبة ونميمة، وأذهبنا ريحنا في عنجهية وبداوة وحقداً دفيناً.
تعالوا نعيد بناء مدارس أطفالنا بوعي جديد، وبتربية عصرية ناقدة تتيح لهم تفتح شخصياتهم وقدراتهم في ضوء ميولهم ورغباتهم وتوجيهنا المشارك والناصح لهم.
نحن بحاجة يومية إلى تذكر معنى واقعياً للحياة تزينه أنوار المثالية الإنسانية، في جمالياتها وآدابها وفنونها الجميلة. وأن نعي حقوقنا على الآخرين والتزاماتنا تجاههم في آن واحد، إذا ما أردنا عدلاً وانصافاً.
وعندها سترون كم سيخجل السياسيون منا ومن أنفسهم، ويذرفون دموع الندم على من لا نختاره ونحترمه وعياً وعزماً ويقينا.
نحن ندرك معنى الآية الكريمة: “إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين”، ناهيك عن من لا نحب.
وكذلك الآية التي تقول: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
تعالوا نتذكر من نحن، وماذا يمكن أن نقوم به تجاه أنفسنا وأهلينا ووطننا، دون خيالات وأوهام ونفاق، بعد أن نتكل على الله ونستحضر الثقة والوعي والعزم، والصبر الجميل.
لن نكون قادرين على شيء، إذا لم نكن قد وقفنا على ما أزلقنا بمستنقع ما نحن عائمين فيه. ولن يكون لعملنا من فعل دون الأخذ بالأسباب.
إرسال تعليق