الوعي وعودته

مشاهدات



حسين الجاف


بعد رحيل الزعيم جمال عبدالناصر صدر على استحياء في البداية…نال فيما بعد انتشارا واسعا اسمه عودة الوعي الكتاب لا يزيد بحسب ما اتذكر عن 80 صفحة من القطع الصغير فيه سطر الروائي الكبير والمفكر توفيق الحكيم1897-1987 الذي وصف بأنه روائي ومسرحي رائد وكبيريقدم في أثاره الادبية رؤية نقديةللمجتمع والحياة

تتسم بكثير من العمق والوعي مستعملا الكثير والدلائل التي يمكن اسقاطها على الواقع بسهولة ..ولاشك ان صاحب روايات عودة الروح ورصاصة في القلب ويوميات نائب في الارياف وحمار الحكيم والخروج من الجنة وعصفور من الشرق وحماري قال لي ومسرحيات اهل الكهف وبيجماليون وغيرها مزج بين الرمزية والخيال على نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد.ما علينا فما نحن نريد الحديث هنا هوكتاب عودة الوعي المتضمن نقدا قويا وساخرا للحقبة الناصرية التي استمرت 17 سنة بالتمام والكمال بين عامي 1953 و1970 أي بعيد ثورة 23 يوليو (تموز) عام1952 انتهى العهد الناصري بوفاةعبدالناصرفي 30 ايلول عام 1970 واستلام الرئيس أنور السادات ا لحكم بعد رحيله بالسكته القلبية بعد توديعه لامير الكويت صباح السالم الصباح في مطار القاهرة عقيب انتهاء مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرةبسبب احداث ايلول الاسود بين الفلسطينيين والراحل الملك حسين في اوائل ايلول عام 1970 وتشكيل الحكومة العسكرية في الاردن برئاسة اللواء محمد داود والاحداث الدامية التي اعقبتها. على اية حال فأن توفيق الحكيم يتحدث في كتابه عودة الوعي عن تناقضات الحكم الناصري الصارخة فيقول لمدة 17 سنة انفرد شخص واحد جاء للحكم بعد انقلاب (اي ليس من خلال صناديق الانتخاب).. انفرد ليتحدث عن ما يقرب عن 50 مليون مصري بل واكثرمن ذلك اذ صار الزعم بأنه يتحدث بأسم 100 مليون عربي فصار هو يتحدث ونحن نصفق غاب عنا الوعي باهمية التفكير بعقولنا لتحل الحناجر بدل العقول يسقط فلان ويعيش فلان في حالة غياب تام للتفكير المنطقي المستندعلى تحليلات العقل السليم مما ادى بالتالي الى شيوع القرارات العاطفية غير المستندة على فهم الامور من خلال رؤى علمية تستند في تحليلاتها على واقع الامور من كل جوانبها بحيث صار الشعار السائد بين الناس خصوصا بين الطبقات الشعبية(خليها على الريس) الذي كان هو في وادي وصارت في وادي اخرالنخبة الناضجة التي كانت تراقب الاوضاع بقلق شديد ولربما في رعب الى مستقبل البلد الغامض فأنكفأ قسم منهم على ذاته مؤثرا السلامة اما القسم الاكثر جرأةمنهم فكان مصيره سجون صلاح نصر واقبية مخابراته وتعذيبات عشماوي الذي كان يتفاخر بالتفنن بوسائل تعذيب احرار مصر الحبيبة ونخبتها الطليعية الباسلة ممن غيبوا وراء الشمس وتحدث عن جانب من مأسيهم فلم (احنا بتاع الاتوبيس لعادل امام وعبالمنعم مدبولي وسعيد عبدالغتي وشهيرة وعقيلة راتب) وهو من اخراج حسين كمال ..ويذكر بعض المثقفين الثوريين انه قيل مرة لحمزة العشماوي المسؤول وقتها عن التعذيب في السجون المصرية وهو يمارس افضع واقسى اشكال التعذيب بحق معارضي النظام المصري وقتئذ (الا تخاف الله وانت تعذب الابرياء بمثل هذه الوسائل القاسية البغيضة المحرمة في كل شرائع الارض والسماء؟) فأجابهم ساخرا(لوعارض الله النظام ووقع بيدي لاودعته سجن وادي النطرون الصحراوي) ..(وفي ختام كتاب الحكيم العائد الى وعيه نفهم منه ان غياب الوعي وسيادة الحكم الفردي وانعدام سماع الرأي الاخر و غياب الديمقراطية والاكتفاء بسماع دوي وصخب هتافات تأييد المطبلين والمهرجين هو الذي ادى بالتالي الى كارثة الكواراث في خسارتنا لحرب الايام السته من حزيران عام1967 ). مع كل البطولات الرائعة في المعركة للجيش المصري العظيم الذي يقول عنه رسول الانسانية الاعظم محمد (صلى الله على اله العظام واصحابه الكرام)بانه سيظل مرابطا الى يوم القيامة. …اقول هذا انا كاتب هذه السطوركي لا ابخس الناس اشياءهم

واخيرا اقول فيما يخص وضعنا هنا في العراق ان ترك الامور لفلان سياسي اوأوامر فلان معمم دون ان يكون هناك فعل جمعي عالي من قبل الشعب كله لتأييد شباب التحرير الابطال من اجل زوال حكم اللصوص وسارقي بيت مال الامام علي(ع)..فلن يحقق شعبنا العراقي العظيم اهدافه في الحرية والديمقراطيه والتنمية والرفاهية في تحقيق غدافضل. للعراق وشعبه المظلوم….الا هل بلغت؟ اللهم فأشهد.

تعليقات

أحدث أقدم