سحبان فيصل محجوب
تعرضت منظومة الكهرباء الوطنية، خلال العدوان الثلاثيني على العراق سنة ١٩٩١، إلى دمار شبه شامل وبالأخص محطات التوليد والتحويل حيث قدر حجم الأضرار، آنذاك، بقرابة ٩٠ بالمائة من المنظومة ذلك على أثر تنفيذ ٢٥٠ غارة جوية شملت مئات المواقع، التي كانت هدفًا لهذه الغارات، بالإضافة الى ما تلا ذلك من أعمال تخريب وسرقة في صفحة الغدر والخيانة.
قدرت الطاقة المنشأة في العام ١٩٩٠م بنحو (١١٠٠٠ ميكا واط ) شاملة إقليم كردستان الحالي، انطلقت فعاليات الأعمار، بعد وقف إطلاق النار مباشرة، تحت شعار (يعمر الأخيار ما دمره الأشرار) حيث تمكنت الملاكات الوطنية في قطاع الكهرباء وبإسناد داعم من الوزارات الأخرى والقطاع الخاص من استعادة قرابة (٨٤٠٠ ميكاواط) من هذه الطاقة المنشأة لحد العام ١٩٩٢، وتجدر الاشارة، هنا، إلى ما حققه العاملون في مشاريع الأعمار كافة بإعادة نحو ٢٥ بالمئة من الطاقة الكهربائية خلال شهرين فقط من تاريخ نهاية الحرب، وعلى وفق تقديرات الخبراء فإن طاقة الانتاج المتحققة كمعدل سنوي كانت بحدود (٣٤٠٩ ميكاواط) مقابل حجم طلب (٤٦٥٣ ميكاواط) خلال العام ٢٠٠٣ .
لقصة إعمار قطاع الكهرباء تفاصيل ومعاني مختلفة وكثيرة، إذ سخرت الهمة الوطنية إلى أقصاها وكان إسناد المؤسسات الحكومية عاملاً مهماً فيما تحقق من نتائج مبهرة، حيث استطاعت الملاكات الهندسية والفنية، من خلال غرفة عمليات فاعلة، تنفيذ أعمال نوعية وبأوقات قياسية باستخدام البدائل وابتكار أساليب استثنائية في التشغيل واستطاعت بهذا انتشال المنظومة المحطمة من الموت، فكان هذا تجسيداً حياً للتحديات وأولها مفهوم المستحيل.
إرسال تعليق