عبد المنعم إسماعيل
في السنة المحمدية: «أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران، فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم.
(رواه البخاري)
الشاهد في الحديث
قَول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ».
عبارة محمدية جامعة من خلالها يؤسس الرسول صلى الله عليه وسلم لمنهجية ربانية تحقق كمال الوعي وتمام الرشد وعمق الاستشراق للمستقبل وصفاء الذهن لإدارة خلل واقع ومستقبل بالحكمة يتغير وبسوء الظن وعشوائية التعيير بالذنب يهلك.
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
جاءت النصيحة بعد خطأ ثم مراجعة ثم خطأ فكان التقييم المحمدي بديعا وعجيبا في عمق تقييمه للموقف بقراءة ربانية متوازية مع نقاط التلاقي مجانبة لنقاط الخلاف فكان التعبير : «لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
متى يدرك ابناء الأمة العربية والإسلامية هذه الحكمة والوعي المحمدي في قراءة وتقييم الموقف حتى لا يجعلوا من الخلل الذي يرونه في الواقع أزمة مستهلكة لحاضرهم ومستقبلهم هلا يقبلون نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بقوله :
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
أم لا يزال تيه التوصيف لشيطنة الأخلاء قائما على قدم وساق بإعانة الشيطان على إخوانهم اذا اجتهوا فأخطئوا او أصابوا من وجهة نظرهم وفارقوا الصواب برؤية غيرهم ؟!
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
طبقوها على معظم قضاياكم المتنوعة توافقتم أو تخالفتم.
من الرابح من إعانة الشيطان على أخيك المسلم في اي مذهب او جماعة او حزب او دولة او مملكة او إمارة او إقليم او أمة؟؟
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
لاشك أن به خلل أو به عطب وبه عجز وبه انحسار أو انكسار فلماذا تجعل كل همك البحث عن اوصاف الهلاك او تفصيل مقتضيات البراء على واقعه لتجد لك عذرا في الطعن فيه او إسقاطه من طابور المهيئين للرحمة بإعانة الشيطان عليه ليشرب من كأس الغرور او الكبر او اليأس او العجزعن اللحاق بفكرة التغيير الحتمي لواقع او التميز المرجوا في المستقبل .
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ.
رؤية محمدية على صاحبها الصلاة والسلام تؤسس لقواعد حتمية الوعي في استثمار الممكن من جهود الأخلاء او الخصوم.
رؤية محمدية لحتمية الانشغال بمكنون قريب لحسن الظن خير من ظاهر مصاحب لتيه العجز والشك ولا حول ولا قوة الا بالله.
لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ. فتقبلوا التمادي في عجز التصورات الحاكمة للعقول القارئة لحدث او قضية من خلال زوايا متعددة ومآلات ظنية او يقينية.
آه اذا تعلمها ابناء لحركة الإسلامية بصفة خاصة والأمة العربية والإسلامية بصفة عامة حينها كم من جهود تتوفر وكم من أعراض تصان وكم من أوقات تستثمر وكم من مفاسد تقلل وكم من قلوب تحرس من ظنون مهلكة وأطياف متعددة .
فمتى تتوقف الحرب بين جموع الحركة الإسلامية بعدم اعانة الشيطان على إخوانهم لمجرد خلاف او نزاع او تنوع ؟!!!!
إرسال تعليق