ياسمين رئيس : نكوص المسرح المصري سببه عدم وجود جيلاً مسرحياً واضح المعالم.

مشاهدات



حاورها: حيدر ناشي


الفنانة المصرية ياسمين رئيس من الفنانات البارزات في السينما والتلفزيون المصري، حيث تميزت بأختياراتها الموضوعية، فقد يغلب الظن إن طرح مواضيع الصراع الطبقي والديني تحد من نجومية الفنان، إلا إنها أستطاعت عمل وصفة تطرح من خلالها قناعاتها فضلاً عن المحافظة على نجوميتها، ألتقيناها في القاهرة وكان معها هذا الحوار. 


* جسّد فيلم (فتاة المصنع) الذي قمتِ ببطولته، الصراع الطبقي في المجتمع المصري، والذي يؤثر في أحد جوانبه على أرتباط المرأة بالرجل، يا ترى هل قبولكِ لهذا الدور جاء عن قناعة فكرية أم هي فرصة فنية كغيرها من الفرص؟


- في البدء هو فرصة فنية بسبب دور البطولة الذي عُرض عليّ، وقد وافقت عليه حتى قبل قراءتي للسيناريو، لأنني منذ بدايتي أسعى للعمل مع المخرج الكبير (محمد خان)، لكن بعد قراءتي للنص، وأستيعابي لماهيته، تحول الأمر إلى قناعة فكرية، فكاتبة السيناريو (وسام سليمان) معروفة بمواقفها في قضايا المرأة وتحررها من القيود التي كبّلها المجتمع بها، وأنا من هذا المحيط وأدرك تماماً ما يحصل فيه، ولا بد من ذكر إن الصراع الذي تجسّد في الفيلم هو صراعاً حقيقياً معبّراً عن المرأة العربية بشكلٍ عام وليس المصرية فقط، وللامانة إن هذا الموضوع لم تقتصر مناقشته في فيلم فتاة المصنع فقط، وإنما هنالك الكثير من الأعمال الفنية التي تناولت قصص الحب الفاشلة التي كان الصراع الطبقي أو الديني هو المسبب في فشلها.


* قدمتِ دور أقوى مرأة عربية في فيلم (البحث عن أم كلثوم) كيف أمكنكِ خوض هذه المغامرة؟


- في الحقيقة لم أفكر وأنا أقدم هذا الدور بأنني سأجسد شخصية أم كلثوم، حيث لم يكن هذا الهدف الذي أمامي، لأنني لو كنت أقدم شخصية أم كلثوم من خلال فيلم عبارة عن سيرة ذاتية سيكون لدي خوف وقلق، لكن الفيلم بعيد عن هذه المنطقة، لأنه يتحدث عن مخرجة أجنبية تستعين بفتاة مصرية (غادة) لتجسّد دور أم كلثوم في فيلمها عن السيدة، فالأمر مختلف هنا، لكن الصعوبات التي واجهتها هي حفظ الاغاني والتدريب على الأداء الذي لابد أن يكون متماهياً مع صوت المطربة المؤدية للاغاني من خلال حركة الشفاه لكي أكون مقنعة للمشاهد، وأبيّن أنا التي أُغني، حيث تدربت على هذا الأمر لمدة ثلاثة أشهر وبالاخص في موضوعة النفس الطويل، فضلاً عن الماكياج الذي كنت أستغرق ساعات لتركيبه وأخرى لازالته.


* فيلم (بلاش تبوسني) مزج بين الوثائقية والروائية في السينما بقالب كوميدي، هل تعتقدين إن هذا النمط من الأعمال بديلاً ناجحاً عن التدهور الذي حصل في نوعية النتاج السينمائي المصري؟


- لا يمكن القول إن هذه النوعية من الأفلام هي نتاج التدهور الحاصل، لكن أقول لك لماذا طرحنا الفكرة على هذه الشاكلة. إن الموضوع الذي تناولناه كان شائكاً، وسعينا للحؤول دون إتهامنا بالاشارة إلى فنانة بعينها، فكان طرحنا عمومياً، وكل ما كُتب في الصحافة حول قصدية فكرتنا عن الفنانة (حنان الترك) عارٍ عن الصحة، لأن النماذج في وسطنا الفني كثيرة وغير محددة بفنانة واحدة، فالقصة تتحدث عن فنانة في وسط مسيرتها وعز تألقها وأثناء تصويرها لأحد الأفلام تُقرر أن لا تُكمل الفيلم لتعتزل وترتدي الحجاب بعد تغيرات في قناعاتها، ولحساسية الموضوع كوننا لا نريد إستفزاز أحد أو مضايقته، كانت المناقشات التي أستمرت طويلاً حول قالب الفيلم، لذلك توصلنا لهذا النمط حتى يستطيع المشاهد التفرج بمتعة وتشويق ثم نترك حيزاً للتفكير. إن رسالتنا هي تحفيز المتلقي على التفكير.


* من لم يقف على خشبة المسرح فقد الكثير من المتعة وصقل الموهبة، متى نراكِ تقدمين عملاً مسرحياً متماهياً مع الأفكار التي تُقدمينها في السينما؟


- لا أعرف، لأنه لم تُتاح ليّ الفرصة للتواجد في عمل مسرحي، رغم حصولي على فرصة مع الفنانة (شريهان) لكن للأسف جاءت في فترة تعارضَ توقيتها مع مسلسل كنت مشتركة فيه، فأضطررت للاعتذار. أتمنى حقيقةً أن تتاح لي فرصة الوقوف على خشبة المسرح لأول مرة، لكن لابد من الإشارة إن المسرح في وقتنا الراهن لم يعد مؤثراً كالسابق، إذ كان المسرح المصري يستقطب الجمهور العربي وليس المصري فقط، أما الان هذا الشغف غير موجود، مما أدى إلى تقليص فرصي في التواجد على الخشبة.

وجميل إنك فتحت هذا الموضوع لأنني ليّ رأي فيه، أن أحد أسباب النكوص في المسرح المصري، عدم وجود جيلاً مسرحياً مكملاً للمسرحيين الكبار الذين كانت مسرحياتهم تُعرض لسنوات متواصلة، مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وجاء بعدهم عادل امام وسمير غانم وسعيد صالح واحمد بدير وغيرهم الكثير، فالمسرح عندهم وتوقف، أما الأعمال التي قُدمت بعدهم فكانت محاولات فردية لم تؤسس لجيلٍ مسرحيٍ واضح المعالم.


* ما هي أعمال الفنانة ياسمين رئيس القادمة؟


- مسلسل (موسى) مع الفنان محمد رمضان، وفيلم (تحت تهديد السلاح) مع الفنان هاني سلامة وعدد من نجوم الفن المصري. 


* كلمة أخيرة توجهيها إلى الشعب العراقي.


- إن الشعب العراقي شعب عريق وله تاريخ كبير وبلدينا تربطهما علاقات وثيقة جداً كوننا ننبع من حضارات إنسانية أسست للوجود البشري، فكل تمنياتي للعراقيين أن يعم السلام والآخاء والمحبة في ربوع بلدهم وانا على يقين إنه سيعود أقوى من السابق من حيث حضوره العربي والعالمي.

تعليقات

أحدث أقدم