د.شاكر كريم عبد
التدافع المحموم على كراسي الحكم كثيراً ما يفضي إلى انفجار الصراعات واندلاع المعارك، اللفظية والمادية، بين الفرقاء حتى داخل الحزب الواحد والكتلة الواحدة كم نتمنى لو تنهي الإطراف المتصارعة، على المناصب و الكراسي وعلى ثروات البلاد و العباد، خلافاتهم وصراعاتهم، ويتعلمون من الدروس وما أكثرها والعبر وما أفدحها، ويتجهون الى ما يتحدثون به وصدعوا رؤوسنا، منذ 18 عجافا وهو تطوير الوطن وخدمة المواطن، والتي كانت مجرد شعارات لاتسمن ولاتغني من جوع. فبعد كل انتخابات،تراهم سمنا على عسل، يتودد بعضهم بعضاً الأخر، بابتسامات صفر مصطنعة،أمام الكاميرات والعدسات الإعلامية، لتشكيل الكتلة الكبرى ومن ثم لتشكيل الحكومة، فنجدهم حريصون على تدبير،أمورهم ومنافعهم الذاتية، ليصل كل منهم إلى مايريده وما يطمح إليه، حتى وان كان التنازل عن كرامة وطن وشعب، على حساب اتفاق يرتب امور حزب او شخص او كتلة، وما ان تنفض هذه الحالة حتى يعودوا الى نفس (الطاس ونفس الحمام). وهذا ما واجهناه من خلال الانتخابات السابقة والاسبق، ،وما خلفته هذه الاتفاقات من أزمات متلاحقة عصفت بالبلاد والعباد، مست لقمة العيش ولم تستثن احدا من أبناء العراق في قوته ومعيشته ودمه، والشواهد كثيرة لايمكن إحصائها، ولكن عندما يصل الأمر الى الدماء ستبقى الخيارات صعبة باتجاه الحلول، التي تحفظ وحدة الوطن ودم وكرامة المواطن، من خلال التمترس وراء الخنادق والبنادق، واستخدام العبوات والأحزمة الناسفة والهاونات. بما انه لاتستخدم لغة العقل، في ما حصل من اعمال تزوير هنا وهناك، وعزوف اعداد كبيرة من المواطنين في الانتخابات الاخيرة والذي ازاح الكثير من الوجوه الكالحة والفاسدة والفاشلة عن المشهد السياسي، تتحملها الحكومة ورئاسة الجمهورية والاحزاب التي فرخت مفوضية، ركيكة وفاشلة، نعم المطلوب التحكيم للغة العقل لردم الهوة، وعدم تحويل الشعب الى ضحايا والوطن الى خربة اكثر مما هو عليه الان. اتمنى ان يقرا من لديه ذرة عقل مشهد الاعوام العجاف والتحالفات التي قادت البلاد، الى الهاوية وفتحت انهارا من الدماء الزكية. واستخلاص الحلول التي لاتضعنا مجددا، امام الماسي والاوجاع والاشلاء والدمار والمعيشة التي طالت اغلب ابناء الوطن، والتي اذا استمرت ستهددنا بوضع اصعب واخطر من السابق، بعد ان اصبح المواطن لايتحمل فقرا وجوعا وعوزا وذلا ومهانة،ولن يسكت مثلما سكت سابقا،على موت بطيئ يهدد عائلته ومستقبلهم، وليعلم الساسة ويقرءوا جيدا اسباب عزوف الناخب العراقي عن الانتخابات هذه المرة، ولاتغرنكم النسبة التي قدمتها المفوضية السابقة، بمحاولة لحفظ ماء الوجه وسواء شارك العراقيون أم لم يشاركوا في الانتخابات،لان كل شئ مفصل على مقاس الأحزاب والكتل،وستبقى حالة الاحتقان وسيستمر افتعال الأزمات، وسيبقى الخاسر الوحيد هو الوطن والمواطن الفقير،الذي سيعيش وسط البحر المتلاطم الأمواج، تحركه الرياح الخارجية وستستمر الفتنة التي لعن الله من أيقظها. نسال الله تعالى ان يصرف عن وطننا وشعبنا،الفتن والمؤامرات والتدخلات الخارجية، ما ظهر منها وما بطن وان يعيد العراق واحدا موحدا وشعبا متحابا متاخيا.
إرسال تعليق