ذكر تقرير لوكالة فرانس برس أن التصعيد الأخير بين إسرائيل والفلسطينيين وضع شركاء إسرائيل الجدد بالمنطقة في وضع حرج ودفعهم إلى إصدار بيانات تنديد . وبعد أقل من عام على توقيع اتفاقات التطبيع برعاية إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ووجدت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب نفسها مضطرة لإدانة إسرائيل .
وتقول الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية إلهام فخرو على الرغم من إصدار كل من الإمارات والبحرين بيانات تدين أعمال العنف في القدس الشرقية والمسجد الأقصى فإن هذه البيانات مجرد علاقات عامة موجهة للجمهور العربي المحلي والإقليمي الذي يواصل دعم الفلسطينيين بأغلبية ساحقة . وبحسب فخرو فإنه لم يكن الهدف من اتفاقات إبراهيم التطرق إلى ظروف الاحتلال العسكري وسلب الأراضي الذي يواجهه الفلسطينيون . وفي البحرين خرجت تظاهرات في الأيام الماضية بمناطق عدة دعما للفلسطينيين بينما وقعت 24 مؤسسة مجتمع مدني على عريضة تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل . بالنسبة إلى الإمارات وهي أول دولة قامت بالتطبيع العام الماضي قال المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات إنها بررت الاتفاق بأنه سيسمح لها بامتلاك تأثير أكبر موضحا أن اندلاع أعمال العنف في القدس وغزة يمثل الاختبار الأول الحقيقي لهذه الافتراضات . لكنه يستبعد أن ترد الإمارات بشكل أقوى لدعم الفلسطينيين كونها تستفيد بشكل كبير من الروابط مع إسرائيل وإعادة الاصطفاف الجيو سياسي الإقليمي الناتج عن ذلك . وأضاف من وجهة نظر نتانياهو فإن اتفاقات السلام عززت مبدأه القائم منذ سنوات على إمكان تهميش الفلسطينيين بشكل فعال بينما تقوم إسرائيل بتطوير روابطها مع دول مجاورة .
ويرى لوفات أنه بالنظر إلى المصالح الثنائية العميقة التي تدعم التطبيع بينهما فإن التصعيد في فلسطين قد يكون مطبا بسيطا وليس جدارا لا يمكن تجاوزه . ويشير لوفات إلى إمكان أن يكون الأمر مختلفا في المغرب والسودان بسبب وجود تأييد شعبي كبير للفلسطينيين في هذين البلدين . ويعتبر التطبيع مع إسرائيل استراتيجيا بالنسبة للمغرب لارتباطه بقضية الصحراء الغربية لكن مناهضي التطبيع وهم بالأساس أحزاب يسارية وإسلامية بينهم قياديون في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة يعتبرونه خيانة وقد جددوا إدانته في الوقت الحالي . ودانت عدة أحزاب سياسية مغربية اعتداءات القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين بينما منعت السلطات هذا الأسبوع تظاهرتين شارك فيهما العشرات في الدار البيضاء والرباط للتنديد بالعدوان الإسرائيلي بسبب حالة الطوارئ الصحية .
ويقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط تاج الدين الحسيني ينتظر من المغرب أن يقوم بدور وساطة من أجل تسوية التوتر القائم حاليا وإذا لم تنجح جهوده ربما عليه أن يأخذ مسافة من مسار التطبيع بدون أن يعني ذلك قطع علاقاته مع إسرائيل . ووافقت حكومة السودان العام الماضي على بدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل شطب البلاد من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب التي أدرجت عليها منذ عام 1993 . وأعربت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي يوم الثلاثاء الماضي في كلمتها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب عن "استنكار السودان ورفضه للإجراءات الإسرائيلية . وبحسب المهدي هذه الاعتداءات والجرائم تعتبر استفزازا صارخا للمشاعر وتنذر بإشعال دوامة من العنف .
المصدر : وكالات
إرسال تعليق