مشاهدات
عبدالكريم الوزان
مثل شعبي مشهور في مصر والعراق ويضرب لمن لا علاقة له بموقف أو حال معين ومع ذلك يحشر نفسه فيه أو حينما يقوم الغير بزجه واقحامه في شأن لا يعنيه ومع ذلك يطلب منه التدخل .
وتعود قصة هذا المثل إلى العصور القديمة وتحديدًا في أوقات الجفاف والتقشف التى عاشها الفلاح المصري عندما كان الفقراء والمساكين يتجمعون على أبواب طواحين القمح حتى يعطف عليهم الأغنياء وكانت الطواحين يجرها ثور كبير الحجم ليتحمل ثقل الطاحونة وعندما يضيق أصحاب الطواحين ذرعا بالفقراء كانوا يطردونهم ويقولون لا لكم في الثور ولا في الطحين حتى يتفرقوا لعدم وجود فائدة من وقوفهم (1) .
هذا المثل ينطبق على مايحصل اليوم في العراق الذي ليس له في الثور ولا في الطحين حيث يتصارع عليه المتصارعون ويقومون بتصفية حساباتهم وتحقيق أطماعهم ومصالحهم الاستعمارية التي ارتدت حلة الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية والاسلام وحق الجوار وكل ذلك منهم براء ( ويابو بشت بيش ابلشت) !!. والحال لايقتصر على العراق فحسب بعد أن بات النفاق والرياء العالميين ومصالح الكبار سمة العصرية بل في أماكن كثيرة من الوطن العربي والدول الاسلامية . ففي وقت يُذبح فيه أبناء شعبنا الفسطيني (أمام الأخوة وأبناء العمومة وعلى عينك ياتاجر) نجد أن اخوان الشياطين يرددون عبارات ( نقلق.. نراقب ..نستنكر ..ندين .. طعمية فول.. بابا غنوج.. بابا فين ..بابا كبش فداء) وكأن دعاة الشرف ليس لهم ( في الثور ولا في الطحين) حتى بعض وسائل الاعلام لاتنقل الأحداث كما هي وإنْ فعلت فعلى استحياء !!.
يقينا أن رأس الحكمة مخافة الله وبعد ذلك يتحتم على الشعوب المغلوبة والمستضعفة أن تستثمر ما آتاها سبحانه جل وعلا من عقل وبصيرة وأن تستفيد من تكنولوجيا الاعلام والاتصال وبرامج التواصل ومواقع السوشيال ميديا في عالم أصبح قرية عصرية فلا تسمح بخداعها وتضليلها بعد اليوم وأن تقول قول الحق ولاتخشى في الله لومة لائم فهي صاحبة الارادة التي لاتقهر :
إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
عندها سيكون للشعوب حق في الثور والطحين !!.
1- سلمى الدمرداش اعرف أصل المثل ..لا له فى الثور ولا فى الطحين اليوم السابع 19 مايو 2017
إرسال تعليق