أضبط من ساعة الملا !!

مشاهدات


 

عبد الكريم الوزان

 

الملا في زمانه هو :  امام المسجد والمعلم والمرجع والمفتي والمأذون والمرقي (رقية شرعية) والملقن للحي والميت. ومعروف أن ساعته التي كان في الغالب يعلقها في صدره أو يضعها في جيبه دقيقة جدا لأنه يحافظ على مواقيت الصلاة ويعلم التلاميذ دروسا مختلفة ومن كان يتاخر عن وقت الدرس يعاقب عقابا شديدا بالـ (فلقة ) أي يضرب بالعصا على باطن قدميه بعد رفع ساقيه وتعليقها من قبل اثنين من أقرانه . 

 

أليوم افتقدنا كثيرا ضبط امورعدة مثل ما كانت عليه ساعة الملا  وانشغلنا في الاسهاب والالتقاء عند نهاية الحوادث دون العودة للمسببات ووضع دراسات وحلول احترازية ووقائية . على سبيل المثال لا الحصر تكرار حوادث التجاوزات على أعضاء الهيئات التعليمية والتدريسية والعاملين بشكل عام في هذا الميدان الأساسي الذي تعول عليه المجتمعات في بناء أوطانها . ففي الأخبار قبل بضعة أيام : "مجهولون يلحقون أضرارا باربع عجلات لمشرف تربوي ومدير مركز امتحاني ومعلم امام مدرسة في حي القدس شرقي الموصل ". وقبلها طالب يقتحم مدرسة ويشعل النار بغرفة الدفاتر الامتحانية لانه فشل في الاجابة على الاسئلة . وفي مكان آخر قيام بعض أولياء الأمور بالاعتداء على حرمة سكن الاستاذ الفلاني ( دكة عشائرية ) وفلانة وعلانة ( كفشن ) أي شددن شعر رأس الست المعلمة وأشبعنها ضربا مبرحا في وضح النهار وعلى عينك ياتاجر ( وجيب ليل واخذ عتابة ) بل إن الحال تفاقم حتى وصل الى قيام ضعاف النفوس باستغلال وسائل الاعلام الجديد (البديل) بشكل سلبي من خلال المساومات والابتزاز!! فالى متى يستمر هذا المسلسل المهين . 

 

من نافلة القول : إن المطلوب أصلا يحتم علينا دراسة بواعث هذه الأفعال المشينة في سلة واحدة بشكل علمي مدروس دقيق مع عوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية تولدت كتداعيات للأوضاع السياسية والأمنية السائدة وعدم الاكتفاء بتشكيل لجان تحقيقية مسكنة لآلام موضعية لاتستأصل الأورام الخبيثة من الجذور وأن يكون لوزارتي التربية والتعليم العالي دور سيادي أكثر فاعلية مع مؤسسات الدولة المعنية برسم سياسة البلاد والتحكم باقتصادها والتي توجه أجهزتها الاعلامية وتصمم خطابها الاعلامي فاذا ماحققت ذلك بالفعل فإنها ستوفق في مسعاها المقدس وسيكون عملها ( أضبط من ساعة الملا ) !!.

تعليقات

أحدث أقدم