سحر النصراوي
مازلت أستطيع أن أحلم رغم كل هذه القيود التي فرضت على الروح أن تنكسر . لا قيد يكسرها .. مازال في القلب متسع رغم كل خيبات الأمل رغم كل الانكسارات و قيود الانتظار . مازال في القلب متسع لحلم رغم كل ذلك الحزن الدفين الذي حملته هذه الروح في خلايا ذكريات تكوينها الأثيري .
هناك بعيدا عن الجسد
تلك الروح العائدة من الغيب
سبحت بين الأزمان لتحمل معها كل أحزان الثكالى و بكاء اليتامى منذ حرائق بابل حتى الوداع الأخير في ميناء قرطاج . بذلت قربانها جديلة من نور وحاولت أن تطفئ بغزير دمعها حرائق قرطاج ... قد تنتكس الاحلام وقد تقهقر لكنها ستظل تعود وتتسرب إلى روحي وإن يكن من خلال شقوق الجليد الذي يلفها .
وحين يفنى كل شيء ..,
وحين ينتصر الشر على الخير وفي كل المعارك
وحين يجتثون كل أسباب الحياة وحدها الأحلام ستكون دليلا إليها .
حتى بعد أن يلتهمنا العدم الأسود ..
هي ستظل تولد وتتوالد في دورة متجددة لامتناهية إلى أن يفنى الجسد و يحتضنها قلب جديد . لا شيء سيثني تقدمها ولا حتى لصوص الاحلام .. لأن تلك التي سطوا عليها لم تكن سوى مسودات لأمنية لم تنضج بعد .
أما الحقيقة واليقين فهما لي ..
والثمرة الناضجة لي . .
والشجرة التي انبتتها لي . .
الأحلام لي ..
تلك التي تتقدم بخطى ثابتة وعزم لجهلها بالمستقبل تظل تجرني وراءها دون توقف . فأتبعها تارة و طورا أبسط لها قلبي أرضا لتقف فوقه شامخة ثابتة .
لي الأرض التي تقتات من شرايينها..
والسماء التي تطاولها لي ..
لي الغيوم القطنية التي تستظل بها والنجوم التي تستدل بها لي ..
لي أرضها وسماها وما ببنهما لي ..
هي العرش الذي لن يعتليه أحد غيري ..
لأنني وإن أكن خلال الرحلة قد أضعت بعضا من أرضي ..
فمازلت ملكة أحلامي.
ولن يسلبني أحد ذلك ..
سحر النصراوي
إرسال تعليق