د. نزار محمود
ان ما مر ت به بلدان وطننا العربي من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وما آلت اليه من منعطفات ومطبات واهتزازات عميقة تجعل من أمر رؤية جديدة للثقافة في فلسفتها وقيمها وسياستها وفعالياتها مسألة ضرورية في المساهمة في بناء تلك البلدان واستعادة وهجها الحضاري ومكانة شعوبها متعدد الأطياف ودورها التاريخي الإنساني . من أجل ذلك بنبغي لتلك الثقافة ان تعمل على :
⁃ إشاعة روح الإبداع والابتكار وخلق المعرفة الجديدة وعدم الإرتكان الى التقليد والمحاكاة التي لن تخدم تقدم وتطور المجتمع .
⁃استعادة روح الثقة بالنفس وزرع الطموح المشروع في عقول ابناء الشعب .
⁃ اكتشاف المواهب الشابة العلمية والأدبية والفنية والاهتمام بها ورعايتها .
⁃ التركيز على ثقافة التسامح والسلام والتآخي والتآزر الوطني ونبذ كل ما يتقاطع مع ذلك .
⁃ تجسير العلاقات الثقافية والانفتاح على ثقافات العالم في حوار حضاري متثاري يعزز مكانة الخصوصيات الايجابية .
مثل هذه الأهداف ينبغي أن تجد انعكاساتها في النتائج التعليمية لتلاميذنا والدراسية والبحثية لطلبتنا واساتذتنا وفي ابداع صناع السينما والمسرح وكاتبي الأدب ومنظمي الشعر وفي لوحات فنانينا وأعمال نحاتينا والحان موسيقيينا وليس آخراً في حلول قادتنا لمشاكلنا السياسية والامنية والاجتماعية وغيرها . اننا بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار والسلام والتعاون والتعاضد على حل المشكلات والبناء الجماعي لوطن وانسان صدعته الحروب والخلافات والنزاعات . وكذلك بحاجة ماسة الى ثقافة فهم لما يسببه نهب ثروات المال العام وسوء ادارتها انطلاقاً من المحاسبة الذاتية مروراً بالرقابة الأخلاقية الشعبية قبل البرلمانية . اننا بحاجة الى تفعيل عقولنا وتحفيز حواسنا وتحكيم ضمائرنا لكي نفكر وننظر ونسمع ونلمس ما تنجزه الشعوب الأخرى من تقدم وتطور .
إرسال تعليق