عائشة سلطان
حدث منذ عدة سنوات وفي حفل تسليم جائزة بلانيتا الأدبية الإسبانية أن تقدم ثلاثة رجال مجهولين في تلك اللحظة إلى منصة تسلم الجوائز ليتسلموا الجائزة التي تعتبر إحدى أرفع الجوائز الأدبية في العالم والتي أعلن عن فوز كاتبة إسبانية تدعى كارمن مولا بها فلماذا حضر الرجال ولم تحضر مولا بنفسها ؟ سادت الدهشة بعدما اكتشف الحضور أن كارمن مولا التي يفترض أنها كتبت قصة وسيناريو الفيلم التاريخي «الوحش» وتناولت فيه موضوع قتل الأطفال في مدريد أثناء تفشي وباء الكوليرا في إسبانيا عام 1834 وفازت بالجائزة الرفيعة ليست سوى هؤلاء الرجال الثلاثة .
وسرى الخبر بكل طرافته وفجائيته وبدا اسم كارمن مولا ككومة القش التي احترقت تماماً أمام أنظار الجميع ليظهر المؤلفون الحقيقيون وأنه لا توجد كاتبة بهذا الاسم، الذي يظهر على الأغلفة فهي ليست سوى شخصية متخيلة اخترع ثلاثة أصدقاء رجال شخصيتها واسمها وبدأوا يكتبون وينشرون تحت هذا الاسم روايات وسيناريوهات أفلام استحقت حصولها على الجائزة الرفيعة . هل تبدو المسألة خدعة من المؤلفين الثلاثة أوقعوا فيها جماهير القراء هل هو تصرف لا أخلاقي كما نظر إليه البعض، وأنه يدخل في باب انتحال صفة الغير؟ وهل ينطبق الوصف نفسه على الصحفي والمحاور المصري الراحل مفيد فوزي الذي كتب لمدة 18 عاماً مقالاً في مجلة «صباح الخير» تحت اسم امرأة (نادية عابد) والفرق هنا أن إدارة المجلة كانت تعلم حقيقة (نادية عابد) لكن الجمهور تعلق بمقالات ويوميات (نادية عابد) التي كتبها فوزي باعتبارها امرأة، فهل هذا مما يدخل في باب تضليل الجمهور؟
في إيطاليا هناك حكاية أخرى حول كاتبة من نابولي تكتب منذ عدة سنوات باسم (إيلينا فيرانتي) التي اقترن اسمها برباعية «صديقتي المذهلة» لقد ثبت أن هذه الروائية ليس لها وجود لكن لا أحد استطاع أن يعرف من الذي يقف خلف هذا الاسم ويصدر كل هذه الأعمال الشهيرة ؟ في الأدب تبدو الظاهرة قديمة وعميقة ومتفشية ومتمددة مرفوضة غالباً وقابلة للنقاش أحياناً .
المصدر : وكالات
إرسال تعليق