سنجار صمام الامان

مشاهدات




نصار النعيمي

قضاء سنجار أحد أكبر اقضية محافظة نينوى، مركزه مدينة سنجار التي تقع غرب محافظة نينوى، وتبعد بمسافة 80 كليومتراً عن مركز مدينة الموصل، يقطن القضاء ما يقرب من 80 ألف نسمة.
كان القضاء وما زال فوهة البركان في اغلب الصراعات المحلية والاقليمية في العراق منذ عشرات السنين بسبب تعدد الجهات المسلحة التي تحكم القضاء وسوء الخدمات وعدم تعويض المتضررين.

أهالي قضاء سنجار اعتبروا أن الصراعات الإقليمية ما زالت تنعكس سالباً على أمن وحياة المواطنين في القضاء، مطالبين بأن يستتب الامن والأمان فيه، وأنهاء الهجرة العكسية التي حدثت مؤخراً.

الاحداث في سنجار كل يوم تتجدد، أهله الاصليون مشردون بين مخيمات النزوح ومحافظات الإقليم ومدن محافظة نينوى، لا هم لاجئون مطمئنون، ولاهم في ديارهم أمنون.

المواطن خديدا حسن تحدث قائلاً" اليوم ما زال اغلب النازحين يرفضون العودة من المخيمات بسبب أن الخدمات الإنسانية في عموم سنجار دون الصفر، ونستشعر ان الحكومة المركزية ليست جادة باتجاه توفير الخدمات وفرص العمل لإعادة النازحين، أذ اغلب مشاريع الاعمار في سنجار متوقفة منذ عام 2014 ولحد يومنا هذا، اما على الصعيد الأمني فلازال الملف بيد العديد من الفصائل العسكرية والأمنية الموجودة في القضاء من بكاكا، وحشد شعبي وجيش وشرطة وبيشمركة.

من جهته أعلن مدير الهجرة والمهجرين في دهوك ديان بير جعفو في تصريح صحفي، أن عدد العوائل النازحة من قرى سنجار بسبب الاعمال العسكرية خلال الفترة الماضية الى مخيمات دهوك وصل الى 1711 عائلة تتضمن 10261 مواطن ومواطنة، وأضاف جعفو " ان العوائل التي نزحت من مناطقها بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية الفورية، لافتاً الى حاجتها الى دعم المنظمات المحلية والدولية والحكومة العراقية.

وعزت الطالبة الجامعية سيفي خدر تأخر عودة العوائل النازحة الى ديارها، بسبب سوء الأوضاع الأمنية في عموم القضاء، وعدم إعادة المدارس المهدمة ما يضطر الطلبة الى التنقل لمسافات بعيدة في مناطق القضاء من اجل اكمال العام الدراسي، وعن عائلتها بينت سيفي" أن عائلتها واغلب القاطنين في مخيمات النزوح منذ ثماني سنوات تدمرت دورهم ولم يعاد اعمارها من قبل الحكومة المركزية او المحلية مشيرة الى ان عدداً قليلاً من العوائل عادت بعد اعمار دورها على حسابها الخاص، مطالبة أيضا بإعادة بناء وفتح المراكز الصحية والمستوصفات التي اعتبرتها شحيحة اليوم في عموم القضاء.

وأضافت السيدة الخمسينية ونسة رشو أنها تشتاق دوما للعودة لمنزلها المدمر لكنها تتذكر كيف قتل زوجها فيه وتعرضت للاختطاف هي وبناتها من قبل العصابات الاجرامية، ما يمنعها من العودة.

اما الشاب تحسين جاسم فيقول" إن تعدد الفصائل المسلحة في سنجار ينذر بكارثة قريبة، إذ حدثت أكثر من مرة صدامات مسلحة بين بعض الفصائل المسلحة المدعومة سياسيا من عدة جهات للاستحواذ على الملف الأمني في القضاء.
 
عادت مدينة سنجار وقراها وقصباتها، لكن أهلها لم يعودوا جميعا، لأنهم مازالوا خائفون من المجهول. قوات اجنبية وغير نظامية تحمل السلاح في بعض المناطق من القضاء تهدد امن المواطنين، وأخرى تمثل فصائل مسلحة مدعومة من جهات متنفذة، وقوات جيش وشرطة هي الأقرب الى المواطن العراقي تحاول فرض الامن وتمنع أي صدام مسلح في عموم القضاء، والمواطن السنجاري يترقب متى تعمر الديار ويحل الامن والأمان ويعود الى داره مرفوع الرأس؟






















 

تعليقات

أحدث أقدم