المكتبات في ألمانيا

مشاهدات



ضرغام الدباغ

 

 

ومدلول لفظة مكتبة في ألمانيا تدل على نوعين من المكتبات : المكتبة التي يمكنك شراء الكتب منها وتسمى (Buchhandlung) ومعناها الحرفي " متجر الكتب ". ويندر أن تبحث عن كتاب ولا تجده ويستحق التنويه أن هناك مكتبات "متاجر" تخصصية بالخرائط مثلاً أو الكتب القديمة . ومن الطريف أن أذكر أن هناك مكتبة "متجر " ضخم بثلاثة طوابق عملاقة بوسط البلد لا اعتقد أنك تبحث عن كتاب ولا تجده وتفتح المكتبة أبوابها من الصباح الباكر حتى الساعة 12 ليلاً ...! وقد حدث مرة أن أثارني عنوان كتاب قرأت عنه في الآنترنت وذهبت ليلاً الساعة الحادية عشر والنصف للمكتبة واقتنيته ..! وهذه المكتبة "المتجر" تبيع الكتب جديدة مغلفة بالسلوفان وهناك طبعتين طبعة صغيرة ربما يمكنك أن تدسها في جيب معطفك أو حقيبة اليد وطبعة فاخرة بالطبع أغلى من الأولى يمكنك أن تعتز بحيازتها والاحتفاظ بها في مكتبك الخاصة .

 

والكلمة الأخرى وهي (Bibliothek) وهي المكتبة التي يوجد فيها الكتب للقراءة ومكتبتك الشخصية في بيتك تسمى هكذا ومكتبة الجامعة أو المكتبة العامة تسمى كذلك أيضاً وفي ألمانيا مكتبات عامة تابعة للدولة متاحة للباحثين بتسهيلات كثيرة منها استعداد إدارة  المكتبة العامة استنساخ أي كتاب أو صفحة تريد تصويرها بسهولة ويسر . واستخدام الكتاب العام له آدابه وأصوله إذ عليك أن تستخدمه بشكل صحيح لا يلحق به الضرر والمطالعة في قاعات المكتبة ممكنة وهي مريحة في جو علمي هادئ وتبقى مفتوحة لساعة متأخرة ليلاً  ولا يجوز مطلقاً إثارة أي نوع من الضوضاء أو تعكير جو المكتبة العلمي . ولابد من الاعتراف أن التطور التكنولوجي في عالم الثقافة بشيوع استخدام الأنترنت والكومبيوتر المنزلي بدرجات عالية من القوة والكفاءة، وحتى التابليت (tablet) والهاتف الجوال (الموبيل) قد أثر على الكتاب المطبوع إذ انتشرت بالأسواق الكتب المحملة على فلاشات ذات كفاءة عالية جداً وبواسطتها أصبح سعر الكتاب مناسبا جداً ومهما تحدثنا عن الالكترونيات في النهاية لابد من الاعتراف أنها أحدثت ثورة شاملة في عالم الثقافة والعلوم والدراسة والبحث العلمي عامل آخر كان له تأثيره الكبير هو الاتجاه نحو الشقق الصغيرة بسبب أرتفاع الإيجارات وتكاليف التدفئة والطاقة ومن يحوز على مكتبة ببضعة آلاف من الكتب سيجد من الصعب أو ربما من المستحيل أن يحتفظ بمكتبة عملاقة فيضطر إلى التخلي عن ألمكتبة المطبوعة والتحول إلى المكتبة الكترونية لا تشغل مساحة واسعة في بيته وساهمت ارتفاع أسعار البيوت وإيجاراتها فغدا الاحتفاظ مكتبة بيتية (Bibliothek) من آلاف الكتب عملية صعبة للغاية، مقابل سهولة تامة للمكتبة الالكترونية وخاصة بعد شيوع استخدام أجهزة خزن (Memory) ذات الكفاءة العالية (SSD) وقدرة تخزين عالية جداً فالوحدة ذات حجم ( GB1000) يمكن أن تستوعب أكثر من 100 ألف كتاب بحجم يمكن وضعه في جيب القميص ومساحته بضعة سنتمترات ويمكن أن تنقل مكتبتك التي تتألف من 120 ألف كتاب بحجم اصغر من علبة ثقاب في جيبك دون عناء .

 

ولكن إلى جانب الصعوبات التي طرحت نفسها هناك ضرورات ثقافية طرحت نفسها بالمقابل وهذه تتمثل بمجموعات كثيرة من الكتب الضرورية للكاتب والمثقف والباحث كالقواميس والمعاجم والموسوعات العامة والمتخصصة التي لا غنى عنها وهذه موجودة باللغات الأجنبية : الانكليزية والألمانية والفرنسية والروسية . ولحسن الحظ أن دور النشر وفرت الموسوعات على أقراص سي دي (CD) وبطريقة مدهشة إذ تضم مقاطع سمعية وصوتية وفيديوية فيمكنك أن تسمع النشيد الوطنى لدولة من الدول أو مقاطع من سمفونية بحيرة البجع أو سوناتا ضوء القمر (moonlight sonata) لبتهوفن وزوايا متحف اللوفر / باريس أو متحف الشمع / لندن .... كل هذا على قرص (CD) مقابل ثمن زهيد جداً آنذاك ستكتشف أن التطور العلمي يوفر أمكانات هائلة من المعارف والاكتشافات .

 

بأستعراض سريع  قدمنا لكن أعزائي ما هي المكتبة وما هي أوضاعها  ...... لكم تحياتي

 

تعليقات

أحدث أقدم