لبنى الحمداني
وكلّما اقترب الليل دعوتُ الله أن يريني ايَّ شيءٍ في منامي ، عن ايِّ شيء، سواك . لأنّي لا أُحسن أ ن أنهضَ صباحا ، فأكتشف أنّ لقاءنا كان مجرّد حلمٍ إنقضى، وأصحو على حقيقةِ أنّ بيننا مسافاتٍ طويلة , وأراني في يقظتي امدُّ يدي ، كي ألتمس الحلم ، فأراه تبعثر على طول هذه المسافات، ولم يترك لي عند انتهائه، سوى لحظة بدايته تلك التي أحاول استردادها بكلّ ما أوتيت من قوّةٍ ، ولهفة ، فأفشل ، أو علّني أطلب الفشل ! لأنّ كونك حلما، فحسب ، أصبح يعذّبني ، بقدر مايعذّب خيالُ قطرة ماءٍ ، انسانا إعتاد دوما ان يشرب حدّ الارتواء ...خيالٌ ، لاغير!.
وأعود لأسأل نفسي ، هل فارقتك حقًّا ؟ أم أنّ مسافاتِ بُعْدٍ قامت بيننا فجعلتك أقرب, وأغلى , وأحلى ؟؟
سيدي ، ياعراق ، لك تبقى نبضاتُ قلوبنا , قصائدُ عشقنا, نظرات عيوننا الولهى، ترانيمنا . وللعالم الباقي ، المتفرّج على عمليّة حصارك ، وقتلك ,محتفلا بعيد حبّه , أن يسمع منّا ؛ كلّ البشاعات ، والجرائم ، والمحارق ، وإحصائيّات القتل العمد التي إرتكبها ، وما يزال ، وبكلّ وقاحة بحقّك .
كلّ عيد حبٍّ وهم ....قتلة !
وكلُّ حبٍ وانت ....العراق .
العراق يذبح بصمت
إرسال تعليق