د. ضرغام الدباغ
هذا مثل شهير أستخدم كثيرا في مجال السياسة حين تحاصر السيوف (الضغوط) أحدهم ويشعر أنه سيحشر في زاوية صعبة والنهاية قادمة لا محال فيستكثر الحياة على خصومه وهو من خسرها بسبب مواقفه الشريفة والمتآمرون أفلحوا بسبب خيانتهم العهود والسعي وراء المكسب حتى بأتباع الأساليب الحقيرة وتسود الدنيا بوجه العفيف حين يشاهد بأم عينيه أنه تعرض للخيانة بل وحتى من المقربين منه فيأكل اليأس قلبه فيقرر أن يحرم التحالف الأسود من مزايا الانتصار الدنئ وأن يهدم المكان ومن فيه هو المقيد والمحاصر ويبيد المحتفلون بالنصر تحت قبة الهيكل والمتملقين للمنتصر..
البطل هو شمشون الذي كان أحد ملوك العبرانيين فلسطين قبل أكثر من 1000 عام قبل الميلاد كان قويا شديد البأس عجز منافسوه عن مواجهته وتروي الأساطير أنه كان قوياً بمقدوره مصارعة الأسود والتغلب عليها حتى أحتار خصومه كيف يحاربوه فأتصلوا بزوجته وأغروها بالمال والهدايا أن تكشف لهم سر قوته فأخذت تبتكر المكائد حتى علمت منه أن سر قوته في شعره الذي ينمو طويلاً وليكون سر قوته فأوعزوا لها أن تقص شعر رأسه وهو نائم وبهذه الخيانة ولحيلة تمكنوا منه وأسروه . وشاء المنتصرون أن يقيموا احتفالاً بالنصر حشدوا له وأرادوا أن يكون يوماً مشهوداً ... وأستغرق تحشيدهم ليوم النصر أياماً وأسابيع ثم جاؤا بالأسير شمشون وقد طال شعره خلال الفترة بعد أسره وشدوا اليد اليسرى إلى عمود كبير من أعمدة المبنى واليد اليمنى إلى العمود الآخر الذي يستند إليه المبنى وأخذ المنتصرون يهزأؤن من شمشون ويسخرون منه وجاؤا بزوجته تجالس المنتصرين فيأس شمشون من الحياة وشدد من مسكه للسلاسل الحديدية على معصمية المشدودة إلى العمودين وصاح صيحته المشهورة " عليّ وعلى أعدائي يا رب " ثم سحب السلاسل لينهار المبنى كله على رؤوس المحتفلين والمتفرجين ويقتلهم جميعاً ويموت شمشون نفسه في هذا الانهيار .
بوسع القراء أن يستنبطوا من المقالة القصيرة عبر كثيرة ربما سيصطف البعض بجانب شمشون ويعتبرون ما فعله هو حق وانتفاضة بوجه الظلم والخيانة وآخرون سيعتبرون أن هدم المعبد على رؤوس الناس هو عمل عشوائي ... غير موجه بدقة ... ولكن الحدث حصل قبل أكثر من الف عام فليفكر الناس ويسلكوا الطرق الصحيحة ... والعبرة أن نتعلم التصرف الصحيح قبل فوات الأوان هي الهدف النهائي ..
الصورة : شمشون الجبار يهدم القلعة
إرسال تعليق