سحر النصراوي
كنا ومازلنا قوما غرباء عن أنفسنا عن ثقافتنا عن موروثنا وحتى عن تاريخنا . عن أي حب تتحدثون ونحن أبناء ثقافة مازالت ترى في تعدد الزوجات حلا لكبح جماح ذلك الحيوان الذي يقتات فقط على غرائزه في أذهان رجالنا . عن أي حب نتحدث ونحن أبناء ثقافة المن من الرجال علينا بوجودهم العظيم في حيواتنا .
الرجل العربي والمسلم صاحب فضل لمجرد وجوده في حياة المرأة .. فلماذا سيقدم لها الهدايا وعن اي حب وشغف سيعبر هو الذي يرى في مجرد وجوده أكبر هدية يجب أن تحمدي الله عليها . ثم إنه وإذا فتح باب الهدية فلن يتوقف الأمر عندك !! سيضطر تقديم هدية للجارة التي يختلس النظر إليها كل صباح سيضطر لتقديم هدية لزميلته العزباء الأنيقة التي يشعره وجودها بأنه مازال رجلا مرغوبا والفضل في ذلك يعود لها ..سيضطر إلى تقديم هدية لصاحبة البنطال الستراتش الضيق التي تمر أمام المقهى كل مساء ..سيضطر لتقديم هدية لصاحبة النهدين البارزين التي تراسله كل صباح لتتمنى له يوما سعيداً..سيكلفه ذلك كل راتبه ولن يرضيك ذلك.. فأنت امرأة رصينة اختارت أن تحبه دون قيد أو شرط وعليك الإيفاء بوعدك .
هذا الرجل الذي منحته قلبك وعمرك لاحقا وجهدك وعائلة هو في الواقع لم يكن على وفاق مع أبيه ولم يحب أحدهما الآخر واستعملته أمه أداة لبث التفرقة بينه وبين أشقاءه لتضمن لنفسها العرش.. هو رجل لا يحب أخاه ولا أخته ولا ابناءه الذين يصرخون طيلة الوقت ويؤرقون سباته.. هو أرادك شريكة في تحمل أعباءه و خادمة متفانية في خدمته خدمة نسله الذي لن يتوانى عن التباهي به اذا كان ذلك ممكنا.. هو ليس رجلا متعودا على الحب لأن كل ما فيه ومنذ النشأة على مهل لينتج روحا أنانية .. لا تلوميه فمسؤولياته الكثيرة وأعباء الكراهية والانانية التي تربى عليها حالت دون قلبه والحب..
إرسال تعليق