مفاتيح سعادتي

مشاهدات

  


سحر النصراوي

 

اليوم أصدقائي لن أتحدث عن أحد ولا عن أية ظاهرة .. سأكتفي بالحديث عن نفسي عن هوسي وعما سير حياتي حتى هذه اللحظة . لا أعرف متى ولا كيف بدأ الهوس .. أجل هذا الهوس الذي يتملكني والذي يعرفه كل من اقترب مني .. الهوس بالاستفادة من الوقت وبأقصى حد ممكن ..

 

أنا لم أخض يوما حربا ولا معركة ولا عشت تجربة وجعلتني أشعر بأنني بلا حول ولا قوة كمعركتي مع الوقت .. أنا شخص يؤمن أن الحياة لا تستمر إلا في ديمومة الحركة وعلى هذا بنيت كل أفعالي وتحركاتي ومسيري .. تعودت ومنذ زمن طويل أن أقوم بجرد يومي وآخر أسبوعي وشهري وسنوي لمجموع ما أنجزت .. أحاول تحديد برنامج عمل بدءا من اليومي إلى السنوي ويصبح كل همي تحقيق ما رتبت له .. لا أحد عايش الإحباط وعدم الرضا كما عايشته .. وذلك أن الوقت وفي كل محطة كان ومازال يخذلني . لا احمل كرها ولا صغينة حتى لألد أعدائي كتلك التي أحملها للوقت .. ثم تطور هذا الهوس لينتج كائنا غاضبا عنيدا وأنانيا .. أجل هذا الصراع الغير متكافئ القوى مع خصم يمتلك كل مفاتيح سعادتي جعلني أيقن وبشكل قطعي أن كل ما يمكن أن يعيق تقدمي مرفوض تماما وإن يكن جيدا حسب معايير المجموعة .

 

معاييري تخضع لنظام لا يشمل الاحتمالات ولا المفاجآت وهي تصير شيئا فشيئا أكثر ضيقا حتى لم أعد أرى فيها سواي في حركة دائمة زادي فيها كل ما ينجز لأنني أدركت ومنذ وقت مبكر أنني يوما ما لا أريد أن أكون مجرد ذكرى لشخص لاحق الأحلام .. هذه الأحلام يجب أن تتحقق ويجب أن تصير جزء من تاريخ .. أنا وإن يبدو هذا التصريح ضالا أو غاية في النرجسية .. لا أعيش من أجل استمرار عجلة الحياة الرتيبة الضئيلة في جسد ضعيف سيتلقمه التراب لاحقا ويلتحق بسماد الأرض .. أنا أعيش لأنجز أمرا ما .. و ما أنجزه يجب أن يكون سطرا وإن يكن قصيرا في تاريخ أمة ..


تعليقات

أحدث أقدم