قصيدّة - أعِطُونّي الأرقام كُلها..

مشاهدات



د. سعد الدوري 


قلتُها من قَبل لا تلومونّي .. فأنا أعترفُ لستُ بِشاعر لٰكن إنسان .. دعونًي أكتب هذه الكلمات ..


إني تائه ومَريض ..

أخبرنّي الطبيب - 

داؤك ... إجهاد ذِهنّي ..

فَصَار الوٕقت والحِساب والأرقام .. تَزعجنّي ..

مِن كبائر هَمّي ..

وفِيهما .. لايحاول أحداً منكم

أن يَسلنّي ..! 

إنني "مسلم" ..

أتبعُ القرآن وَ مُحَمَّـد ..

سَمونّي سُنّي ..

فَخواطري تشتت .. 

في زمان العُهرِّ ..

بعد أن مَات "خالد بن وليد" ..

 و"الشيعي" تحولّ لِزنديق ..

تَرك الإسلام .. 

وصار خَصمِّي ..

حَملَّ بُندقية ..

بأوامر الفُرسِ ..

 قصفُوا  بغداد ..

دَمرُوها ..حَرقُوها ..نَهبُّوها  

وكأنهم في ليلة عُرسِ ..

                 ★★★

فَصار العَقلُ يؤرجِحنّي .. 

لا أدري أ  لِكِبرّ سِنّي .. 

أم لِخللٍ أصاب عَقلي ..

وعواطفِي ضَعُفت ..

وذاكرتي قُويَّت .. 

لا تُريد أن تموت ..

ولا تَتزعزع .. 

عَنيدّةٌ في العِندِّ  ..

كطبع أخي الگُردي .. 

                         ★★★

حينما أسمع يَغزُون بِلادي ..

وَ يَقتلون خِلانِّي .. و إخواني وأهلي ..

علىٰ غَفلّة ..  ترىٰ عَواطفي  ..

تَتمرجَّح بَين خَبايا بَيع الأوطان ..

وخفايا صَفقات الشيطان ..

إتفاقيات سَلام بالمَجان ..

والشَعب أخرس .. أبكم .. أصم .. لا يدري .. 

بأي صِفة .. لا تَدري .. 

ولا نَدري .!

تحت شِعارات العُم  سام ..

وسيمون .. و آل يزنّي  ..

آل دِشنّي ..! 

"مِن أجل سَلام"  .

بينَّ شياطين الإنس والجِنِِّ ..

يُقرِرَّها "الشَرمِوطقراطيون" .. 

مع أعراب مُعقَّلَة .. 

بِلا عُروبة .. ولا كِتاب ..

كأنّهُم مهراجات في فِلم هِندي ..ِ

                   ★★★

عواطفي تَثُور .. وَتَغلِّي ..

علىٰ تلك البُطون الخَاويّة ..

لأبناء شَعب ..

مِن لَون جِلدي ..

وصِغار وكِبار  ..

وشُيوخ وأطفال .. 

يَفترشون التُراب ..

ومخاديدهُم  ..

كََما أضعُ تحت رأسي .. زَندِّي ..

وأعراب الخليج .. 

ولُصوص بغداد ..

بعد إن إغتالوا العِراق ..

إنتهىٰ النِفاق .. لا شِقاق 

صاروا رِفاق .. 

                 ★★★

ثُمَّ تعود عواطفي فتهيج .. لِتَجبُرنّي .. 

أذرفُ الدموع على فِراق وطنّي ..

وأبناء قومي ..

وأقربائي وجيراني ..

وأذان المَسجِّدِ ..

لِلصلاة مع إخواني .. 

فأشكوا ضُعفي وَهوانّي ...

اللعنةٌ عَلىٰ قلبّي .. 

يَعصِّرَنّي وَيُؤلمنّي .. 

وآلامهُ باتت .. لا يَتسعُ لهُ صَدري ..

حينما أُفكر وأتدبَّر جميع أقرانًي .. 

أتمزّقُ بين عَواطفي .. وسُوء حَظِّي .. وزماني ..

فألعنُّ القِردَّ .. فَهو الذّي بَعثرَّ كُتبي ..والتواريخ وأقلامي .. 

                  ★★★

حينما أستجمِعُ شتاتي .. 

لِأ عاود نَفسِّي ..

وأُستريح رويدا .. رويداً

 لِأُمدِّد جَسَدي ..

يظهر في التلفاز خبراً وصوراً .. 

جُندياً مُقبّع "بِكيباه"* ..

يُدّنِس قُدسي .. 

وصبيُّ بِدمِاءه مَسجّي ..

و إمرأة تَصرُخ .. 

وشيخ يَبكي ... 

فأعود ألعنُّ  زمنًي ..

ألا هٰذا يكفي؟!

فبِاللّٰه عَليكُم ..

مَنْ مِنكُم يَجرُؤ و يَخبُرنّي .. 

جواباً لسؤالٍي ..

 لِزمانٍ طال .. يَدُور في رأسي ..

أيهماُ قَتل أكثر مِن بنّي قَومي .. 

و دِينّي ..؟!

علىٰ مدىٰ قرنٍ مضىٰ ..

هَل الصِيني والهِندي ..؟!

أم البُورمِي والصِربي ..؟! 

لا تَخفّوا الحَقيقة عَنّي 

إن كان رُوسياً .!!

فلا فرق  عندّي ..

هَل البريطاني والفرنسي ..؟!

أم الحَاخَامّي والرُومي ..؟!  

اللذّان بالأمس قد تَعشُّوا في قَصر  مِن قُصور "عَمّي" ..

أليسَّ هُمْ أشدّ قَتلاً وفتكاً بِبَنّي 

دِينّي ..

وجِنسي ..؟! 

فليدُّلنِّي أحدكُم .. 

لقد أعَمانّي البُكاء ..

ودمُوعي تَكوي ..

عِلةُ إسحاق .. 

أقلّ إيقاعاً مِن أسباب حُزني ..

فلا تَسيئُوا ظنّي .. 

أعطُونّي الأرقام كُلها .. 

الرَقمُ أفضلُ .. دَليلي ..

كي نعرِّف .. وأتعرف ..

علىٰ تراتيب "الأوغاد" الأكثر 

قتلاً .. لأبناء إسلامي وشعبي ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) "كيباه" - القبعة الدينية اليهودية بالعبرية ..!


تعليقات

أحدث أقدم