عن الحب أتحدث ..

مشاهدات

 


سحر ال النصراوي


يستمر الناس في السخرية من كل ما هو عاطفي وإنساني . في الواقع العاطفة أمر جلل ولا تخالج سوى القلوب التي بذر الإيمان في أراضيها . الحب لغتها وله في التعبير مسالك ، لكن هذا الحب وأيا يكن ، عديم الفائدة وغير ذي جدوى إذا لم يوصلك للنسخة الأفضل منك, إذا لم يجلب عليك حلة السكينة ، إذا لم يشعرك بالطمأنينة  والأمر ينطبق على الجنسين . هذا الحب ، عدمي ولا مستقبل له ، إذا لم يزد من رغبتك في التقدم ، إذا لم يجعلك أكثر تعلقا بالحياة وإذا لم يجلب لك التوازن ، إنه ليس حبا ، هو تعلق ، وتعود وعدم ايجاد الشجاعة الكافية لمواجهة أنفسنا ومصارحتها بأن الأمر قادر على أن يجلب التعاسة أكثر من أن يبعث على السعادة . الحب يجب أن يجلب السعادة ، السكينة ، يجب أن يرفع سقف آمالك وطموحاتك في كل ما يحيط بك وما أنت سائر فيه ، لأنه شبيه المحرك ، يجب أن يدفعك للبحث عن النسخة الأفضل منك ، في عملك ، اجتماعيا ، في موهبتك والأهم أنه سيخلق عندك الرغبة في التخلص من كل عاداتك السيئة ، خوفا من أن تخسر من تحب ، أو أن يخسرك..

 

الحب الذي ليس فيه خوف من الخسارة ، ليس حبا.. الحب الذي ليس فيه تغيير للأفضل ، ليس حبا .. الحب الذي لا يزيد من تعلقك بالحياة ولا يجعلك مستعدا للتخلي عن نزواتك ، زلاتك ، عاداتك السيئة ، تقلبات مزاجك الغير مبررة.. هو ليس حبا الحب والعواطف و كل ما يدور حولها هي المفتاح للسعادة والذين يسخرون منها ، هم في الأصل يفتقدونها ، ولا يحضون بنعمها لهذا ، أنا لا الومهم ، بل أشفق عليهم. الحب الذي لا يجعلك تخاف على أثمن ما وهبت ، حياتك ، ليس حبا .. إنه التعلق و هو ليس عاطفة ، إنه شكل من أشكال الخوف المرضي من الوحدة.. لكن تأكد أن هذه الوحدة ستكون أعظم وأكبر , إذا تعلقت بشخص ، لا يخاف عليك ، لا يلومك إذا قسوت عليه أو على نفسك ، لا يدفعك ويسند خطوك لتتجاوز ، ألما ، حزنا أو انكسار .. المحب شخص سيرسله الله لرأب كل تلك الصدوع ، لتقويم الانكسارات و ليكون خيط النور والأمل والسعادة التي ستنزلق بين جراحك كمرهم ، فتلتئم . هذا هو الحب ، الذين  عثروا عليه يعرفون ذلك جيدا والذين مازالوا في انتظاره ، .. سيلاقونه يوما.. أما اولائك الذين لا يؤمنون به فسيذرعون الحياة جيئة وذهابا في كنف الوحدة وسيتعثرون بالفشل في أكثر من محطة ، إلى أن تنتهي الرحلة ..

فرحلة موفقة للجميع ..


تعليقات

أحدث أقدم