في العراق.. لم تلقَ المياه ما تستحقه من اهتمام

مشاهدات


د. محمد عاكف جمال



تشغل الدول العربية معظم مساحة الشرق الأوسط والشمال الأفريقي، وهي مناطق تمتاز بالجفاف، فلا يوجد أي نهر كبير ينبع منها، لكنّ هناك أنهاراً معدودة تصب في بعض دولها التي دخل عدد منها قائمة الدول الشحيحة المياه .

 

أصبح الجفاف ظاهرة تميز هذه المنطقة بيئياً بسبب تظافر عوامل عدة ، منها ندرة الأنهار، وقلة سقوط الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، والاستخدام غير الحكيم للمياه، سواء في الزراعة أو في الاستخدامات المنزلية . ومع التراجع في وفرة المياه في معظم دول المنطقة ، تزول إلى الأبد بعض المناطق ذات الميزة الحضارية مائياً منذ آلاف السنين، التي دخلت قائمة التراث الإنساني ، ومن ضمنها منطقة الأهوار في جنوب العراق . إلى زمن قريب، كان العراق من الدول الثرية بالمياه في المنطقة يشكو في مواسم سقوط الأمطار من مخاطر الفيضانات، خصوصاً نهر الفرات في وسط وجنوب العراق، وكانت العاصمة بغداد نفسها مهددة بالغرق في أكثر من موسم فيضاني، خصوصاً في عام 1954، ولكن الصورة سرعان ما تغيرت بسرعة قياسية منذ عام 1970 من القرن الماضي حين بدأت كل من تركيا وإيران ببناء السدود على مجاري الأنهار لأغراض شتى، منها إنتاج الطاقة الكهربائية أو توسيع مساحات الأراضي الزراعية أو ربما لأغراض أخرى .

 

ووفقاً لدراسة أجراها معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات الإقليمية «معهد ميديترايانة» في أغسطس 2021، وهو مؤسسة أكاديمية غير حكومية، فقد العراق الجزء الأكبر من موارده المائية خلال فترة زمنية وجيزة، فعلى سبيل المثال بلغ حجم المياه التي دخلت العراق في عام 1933 عبر نهر الفرات من تركيا وسوريا 30 مليار متر مكعب ، في حين بلغ 9.5 مليارات متر مكعب فقط في عام 2021. 

 

نقلا عن : البيان

تعليقات

أحدث أقدم