صدمة مغترب عائد إلى الوطن

مشاهدات

مصطفى عبد الله الظاهر 

حدثني صاحبي  وفي عينيه عبرة تكاد تنطق حزنا وألما وحسرات ، قال :  

 

إن بلدنا هذا  بلد عظيم كان ولم يزل عظيما في قلوبنا ، بلد عريق سجل له التاريخ مفاخر لا تحصى ولاسيما الأوليات والأولويات  ابتداء بالكتابة والسبق في التأليف والإعمار بما يشهد به وله التاريخ .. وعقب فقال  : لم تزل صورة بلدي منقوشة في خاطري ، شاخصة أمام ناظري صورا مختزنة في الذاكرة لم تمحها سنوات الغربة… بلد شامخ بكل معطياته ابتداءا بمواطنيه الخلص وجوه الرائع وتاريخه الزاهر وعماراته الشامخة ومساجده العامرة وحدائقه الغناء ومدارسه وجامعاته المتقدمة على مستويات عالمية لا تنكر… اساتذة وطلابا ، ومن تلكم المؤسسات مشافيه المتقدمة علميا ، ولا اريد التكلم في المزيد من مزاياها فالوقت لا يسعفنا ، ثم راح محدثي يتكلم والالم على قسمات وجهه يبدو بوضوح ، قال ، وندت من صدره نفثة حرى ، إن ما اثارني حد الألم وانا ازور قريبا لي في أحد مشافي البلد ان النفايات تلفت الانتباه ولا سيما في ذلك المستشفى !!! ابتداءا بمقترباته ، نفايات تنبعث منها روائح كريهة تحملها الرياح محملة بالبعوض الناقل للأمراض وبعض الحشرات ، ولم اجد الا اثرا ضعيفا لعمليات التنظيف التي عهدناها من قبل في البلد فضلا عن المشافي التي كانت في المرتبة الاولى في الاهتمام الصحي والنظافة الاكيدة ، فقد عهدنا بلدنا بكل مؤسساته ومشافيه قد بلغ القمة في هذا المضمار ، ولكنا اليوم اسقط في ايدينا لما وجدناه من انتشار للنفايات في المشافي ومقترباتها والشوارع وحتى في بعض المتنزهات العامة ، الا يعلم الناس ان النفايات بعامة والمرضية بخاصة (الباثولوجية) تنشر الامراض في الاصحاء فضلا عن سلبياتها الاخرى في المرضى ؟؟ ،

 

الم يع بعض المراجعين وزوار المرضى انهم يسببون لمرضاهم مزيدا من الاذى برميهم . الاوساخ والنفايات في بعض مماشي المشفى ؟  فضلا عن تشويه سمعة البلد  ؟  اين الوازع الاخلاقي لدى بعض من لم يلتزم بضوابطها ، نفايات متراكمة في بعض الشوارع والمشافي ؟! ..وقال في ختام بثه الالم والحسرات نحن بحاجة الى بث الوعي الصحي والوطني للحرص على نظافة البلد ولاسناد عمال النظافة في كل مكان ابتداء من دورنا ومؤسساتنا وشوارعنا لا شك ..واخيرا خنقت صاحبي عبرة فسكت وغادرني محزونا  .. فسلام له مني وامل سيتحقق بالعود الى بلد نظيف بكل معاني الكلمة…بإذن الله ثم بجهود المخلصين ..