لماذا يصوت المواطنون الاتراك في الخارج لأردوغان

مشاهدات



ضرغام الدباغ

 

هذا سؤال مثير، يتصاعد في كل مرة تجري فيها انتخابات في تركيا، يهرع المواطنون الأتراك المقيمون في البلدان الأوربية إلى صناديق الاقتراع في السفارات ليدلوا بأصواتهم والاغلبية الساحقة منهم تصوت للسيد أردوغان ، رغم أن أجهزة الاعلام منحازة بشكل واضح جداً للمعارضة التركية ...لماذا ..؟ وتبدأ بالعمل الصريح مع المعارضة التركية قبل أسبوع من الانتخابات على الأقل، هذا غير خطها العام من الدعاية ضد أردوغان ومع المعارضة ...! الحكومات الأوربية الغربية لا تخفي دهشتها ، وربما حنقها من هذه الظاهرة وتعتبرها غريبة.. وفي هولندا أقامت الجالية التركية (الكبيرة نسبياً) في اليوم السابق للانتخابات البرلمانية في جولتها الأولى، احتفالاً راجلين وبالسيارات، يحملون الاعلام التركية ويهتفون ويغنون، والمواطنون الهولنديون يتطلعون، وبعضهم يسأل لمن هذه التظاهرة أو المسيرة ، فيطرقون مفكرين ويدهشون حين يعلمون أنها مؤيدة للسيد أردوغان، وليس للمعارضة التركية التي تحرق لها أجهزة الاعلام البخور صباح مساء ... وهذه تدور في معظم الدول الاوربية التي فيها جاليات تركية كبيرة ، كألمانيا والنمسا، وهولندا، والدنمارك وبريطانيا ..وغيرها ...!

 

في ألمانيا مثلاً صوت 65 % من المواطنين الاتراك / الألمان لصالح أردوغان ... لماذا ... ؟

 

هذا التساؤل يطرح أسئلة واحتمالات كثيرة ... ولكن أقربها للذهن والفهم ، هو أن الدعاية المعادية لحزب العدالة والتنمية (أردوغان) تؤدي مفعولا عكسياً، لأنها مخالفة بصورة واضحة للغاية الوطنية وللسيادة التركية، وأن أوربا تريد حكومة تركية راكعة ، تنفذ إملاءاتها، وأنهم لا يفضلون أردوغان لأنه يمثل (بصورة ما) آمال وطموحات الشعب التركي الكبيرة . أميركا تتآمر على تركيا علنا رغم أنها دولة مهمة في حلف الناتو . وبايدن تحدث بصراحة مذهلة قبل أيام وكأنه قد ضمن نتائج الانتخابات بنسبة 100% ، وفيما كانت محاولة الانقلاب العسكري الدموية لم تأت بنتائجها المخطط لها (عام 2016) يقول بايدن " إننا لا نعتمد على الانقلاب العسكري، بل على نتائج الانتخابات المقبلة ، هل يعقل أن نخسر بلد بعد 80 عاماً من تعاملنا معهم ...لماذا .. وأين الخطأ .. ألا تستحق هذه النتيجة وهذا السؤال أن يفكروا بشك عميق ... لماذا لا يريدهم أحد ...؟ والكف عن سياسة من ليس معنا فهو ضدنا ، ومن يقاوم مشاريعنا الاستلابية إرهابي ...

 

وشخصيا أعرف من الأتراك / الألمان هم  ليسوا من التوجه الإسلامي ،  ولكنهم يصوتون لحزب العدالة والتنمية ، لأنهم يدركون أن الغرب لا ينظر بواقعية لآمال الاتراك، وكذلك لقضايا أمم وشعوب كثيرة. اليوم بعض الأوربيين،(تيار كبير منهم) يراجعون أنفسهم ، وثقافتهم التسلطية، فمع زعمهم المتواصل بحقوق الانسان والديمقراطية ، إلا أنهم يمارسون عكسها في الواقع ، فهم يتعاملون مع البشر بحسب لون بشرتهم ، ولا يقبلون بك إلا ارتديت مثل ملابسهم ، وأكلت مثل طعامهم ، واستطراداً إذا فكرت مثلهم ، وفي الختام ، دعنا نسلبك كل شيء ... كل شيء ولا نبقي على شيء ... وحين يتعرفون على شخص مستلب من بلداننا ، يريدون من الكل أن يصبحوا مثله ... ولكن الكثير .. نعم الكثير في الغرب (الولايات المتحدة وغيرها) بدأوا يشعرون بهذا الأمر، ويوميا نطلع على مقابلات مع أساتذة جامعات، مثقفين، وقيادات اجتماعية، وفنانين، وتقدميين، يرفضون هذا السلوك، ويعلنون إدانتهم لها، واليوم قامت تظاهرة كبيرة في أميركا من قدامى المحاربين، حاملين الأوسمة التي نالوها في الحروب الاستعمارية  الاعتدائية ، العراق وأفغانستان، وقذفوا بها إلى الأرض، متنازلين عن هذا (التكريم) العدواني الغير مشرف ....... اليوم الغرب في حيص بيص .... في مأزق ، هم يحصدون ثمار السياسة الاستعمارية / الإمبريالية ، مالعمل .... الحرب أصبحت لعبة مكلفة ...بالترليونات ... العالم يعج بالدول القوية ، وظاهرة تعدد الأقطاب تلوح بحلولها قريباً جداً ... ومقدماتها المادية حالياً تعرض على الشاشة ..

تعليقات

أحدث أقدم