عبث تفوح منه رائحة الدماء

مشاهدات




ضرغام الدباغ

 

أميركا تلعب ... أميركا تعبث ... حفنة من حثالة ... يلعبون بمصائر الملايين ... بمنطق أعوج أفلج : أما أن تكون قوياً أو نأكل قلبك .. ونشوي رئتيك ... ونبيد أطفالك.. الحق ... سخافة يتمسك بها الضعفاء، العدل ... ثقافة لا تلزمنا ، لأننا نفرضها عليكم فرضاً . السلام ...  أغنية سخيفة ينشدها الأغبياء . الديمقراطية ... موسيقى جاز وكلمات لايفهمها، غيركم هي لافتة تتخذ كذريعة للتدخلات المميتة . حقوق الإنسان ... نكتة نلقيها على قارعة الطريق، قشرة موز يتزحلق عليها الراقصون المحترفون .

 

أنتم لا يردعكم سوى الموت الأسود الذي يظهر امامكم ويرعبكم، لم تنتصروا يوماً، لا أنتم ولا حلفاءكم الفاشيون والنازيون، بل أنتصر الكادحون في هانوي، والفقراء في افغانستان، وحكماء الرافدين . قالها لكم الفيلسوف اونومونو " انكم ستكسبون، ولكنكم لن تنتصروا ....! قالها لكم هيلموت شمت، وكان عبقري استراتيجية وسياسة... وقالها لكم صدام حسين ولم تصدقوه : إن اعتديتم علينا سنقاومكم ، وسوف تتدحرجون حتى تصلون القاع ... وها أنتم اليوم  في القاع فإهنئوا به ... فأنتم مستحقوه .. لم يبقى أحد لم يهينكم ... ويطردكم ... حتى صداقتكم (لمن يرتكب هذه الخطيئة) عار وشنار ... ستسقط الرأسمالية الاحتكارية ... ستسقط حتماً ، لأنها لطخة عار وإهانة للبشرية وللآدمية الإنسان . الذين أنشأوا أمريكا كانوا شرفاء.. أحرار، فروا من تعسف الثورة الصناعية إلى أرض الحرية، ولكن الرأسمالية استولت على حلم الحرية ، فأبدتم شعباً كان يسكنها، وجلبتم ملايين السود ليحفروا الأرض ويستصلحونها ..وملأتم الأرض قبوراً لتبنوا مجد أمريكا على الدماء ... باطل هذا المجد ...! أردتم أن تبيدوا الكوريين، ولكنهم أشبعوكم ضرباً ولكماً، ففررتم دون هوادة، وأردتم محو فيتنام ، ولكن الشعب البطل أذاقكم مر الهزيمة، وجعلكم تهتفون التوبة ، ولكن طمعكم وجشعكم لا يدفعكم للتوبة ، أردتم تسوية جبال هندكوش بالأرض في أفغانستان ، فأرغموكم ، الجياع والحفاة على الفرار في ليلة ليس بها ضوء قمر .. 

 

في العراق سحقتم ، وأكلتم ضربا مبرحاً، واليوم أنتم محتارون ماذا تفعلون ... شذاذ الآفاق من المخرفين الصائعين الضائعين جمعتموهم من مواخير أوربا وأميركا ، انقلبوا عليكم ... السفينة تغرق ، والجرذان يقفزون منها ... يبحثون عن مستقبلهم في الركام ، وأنتم أقل من ركام ...! أقر بوش وبلير صراحة بجريمتهم ، في البداية قالوا أن هفوات حصلت ، ثم قالوا أخطا ء، وأخيرا تأكدوا أن اللقمة الكبيرة ستخنقهم، فاعتقدوا أن الاعتراف بالجريمة تخفف الإدانة العالمية، على أساس " من اعترف بذنبه فلا ذنب عليه "ولم يدركوا أن هذه ربما ... قلنا ربما ... تصلح في مخالفات المرور ، أما حيال جريمة كالتي حدثت في بلادي العراق ، فهذه جريمة، والاعتراف سيد الدلة ... جئتم بحاويات من النفايات والجرذان ، وقذفتم بها في بلادنا (فلسطين) ، كنتم محتارين أين تضعوهم بعد أن تفننتم في تعذيبهم في كافة اقطاركم المتحضرة ، وأردتم قذفهم في الارجنتين ، أو أوغندا، أو مدغشقر، أحد الاغبياء أقترح فلسطين ، الهانئة الوادعة الراقية، وما دروا أنه قذف بهم في فرن وسوف لن يناموا ليلة واحدة بأمان، يرون نهايتهم ولكنهم يكابرون ..! واليوم  مالذي يحمي روسيا والصين من العبث الامريكي غير أسلحتها الفتاكة ....؟ ويثرثرون دون توقف عن حقوق الانسان والديمقراطية والانسانية ، وهم اللمم من يدهم إلا من يمتلك أنياب ومخالب قوية .

 

 

تعليقات

أحدث أقدم