الإبتسامّة المُفتعلّة .. وألا نكتفِّي تَقلِيدّاً ”للرُومِ“ كالقُرود .؟!

مشاهدات




د. سَعد الدُوري


عزيزي القارئ ..

الإبتسامّة الحَقيقية مَنبَعَها الكَثير مِن العَوامل الحَياتية الطَبيعية التي تتفاعل بِالترافُق مع ظرفٍ ما ، يُحيطُ بإنسان ، فتُحفِزّهُ لِرسمِ مَلامِح علىٰ الوجه تُسمىٰ عِندّها ”بالإبتسامة الصادِِقة“ ..!! حتىٰ صار هذا النوع مِن الإبتسامة النابِعة طبيعياً من دون إفتعال "كَمعيار" لِلمقارنة بينها وبين ”إبتسامات“ مُختلِفة أُخرىٰ - في تعاملات وتفاعلات الحياة البَشرِّية ..! فَنوعَّتْ أوصافها تَسمياتها  - مِنها وُصِفتْ - إبتسامة كَاذبة .. مُجامِلة .. مُخادِعة .. مَسمُومّة .. مُفتعلّة .. عاطفية .. وإبتسامة صفراء وغيرها ..!! هٰذه الأخيرة ( الصفراء) إمتاز وإشتهرَّ بِها (آل شِيعَّيشع) الفُرس .. كأقرانِّهِم (الرُوم)  .. لِسبب بَسيط - لأنهم مِن ذات ”العجينّة الفكرية والطِينّة الحِقديّة “ .. يَقُوم (آل شيعّشع) - بِتوزيع "الإبتسامة الصفراء" - غَريزياً - بناءا علىٰ ”قاعدة التقية“ -  في تعاملِهِّم مع” (أهل الكتاب والسُنّة النَبويّة) ، وعلىٰ مَن يَحقِدُّون - أي حِينما يكونُّوا في موقع غير المُستمكِنُّ ..! فإنْ إستمكنّوا - لا ترىٰ  مِنهُم - إلا القَتل أو الغَدر  .. أو يُسمِعُوك علىٰ أقل تقدير - قرعِ طبول الشتمِّ واللعّنْ .. و”مواويل كاولِية“ علىٰ ألحان فارسية .. أو يُطلِقون "الصَعادات الشيعوية“ عِند ممارستهم لِطقُوسِهِّم .. لِأغراض خبيثة - تَمعيضيّة .. تَرهيبيّة .. تَغثِيثيّة !!؟ وكذٰلك (الإبتسامة الصفراء) عِندهُم  مِن مظاهر التأنُق المُلازم ”للإزدواجية الشخصيّة“ عِندهُم .. التي نَمُّو عَليها بِسبب - ”التقيّة“ - لأنّها رُكنٌّ مِن أركان دِينهِّم !!

 

سَيدّاتي سادَّتي - ”الأبتِسامّة الصادِقة“ مَنبعّها - أصلُها - صَادِقان ..! فَهِّي نَتيجة إنسانية طَبيعية تولد مِن رحمِّ المشاعِر والأحاسيس كَردُّ فعلٍ لِظروف ومواقف تُحيطُ بالمرء .. ومِن الصعوبةِ إخفاءها حِينما يُحين ساعة مَخاضها وتُولد مِن رحم المشاعر الطيبّة .. حتىٰ لو كان الإنسان- نائماً - وهو يَحلّم حِلمّاً لطيفا .. فهي لَيست كما تقول لُشخص إرفع يديكّ للأعلىٰ فيرفعهُما .. وإخفضهُما يُخفضهِّما !! الإبتسامة الصادِقة لا تُشترىٰ ..!! ولا تَلِّدُ في أرحام إصطناعية مُطلقاّ (كأطفال الأنابيب) ..!! ولاهِي - كالإبتسامة الأميريكية والرومية تنتج بِتلفُظ كلمة - (چييز) - cheese -  لِرسمها بالوجوه - لِنيات سيئة - كالمُخادعة والمُراءات وإستحماق الشعوب والأفراد وإستغباءهم .! نحنُ لنتعجَب من هٰذا الإسلوب في تنشئة الشعوب علىٰ الكِذب والخِداع - إليكم دليل - فَحين أول صُعود اللاجئين - الطائرة - يُوزّع عليهم كُتيب - (دليل اللاجئين) - ذكرّوا فُيه عِبارة .. كُنّا لَعنّا عِند قراءاتها كُل شياطين الأرض -  حيث جاء فيها -: (( عَليكَ أن تَبتَسِّم وإن كُنت لا ترغب ولا تريد أن تبتسِّم ... لِتتَعَود كيف تكون أميريكياً وأنت ذاهب إليها - لأن ”الأمريكان“ إعتادوا أن يَبتسِمّوا .. وإن كانوا لا يُصدِّقون في إبتسامتِهم ...)) !! 

 

ذات مرّة تَرافقنا مع (أمريكي) صَديق كان قَد (أسلم) لِلتو في مَسجِّد للإسلام .. كانّ قد إختارَ إسمَ (صالح) إسماً له .. فطلب مِنّا إلتقاط ”صُورّة  تِذكارّية“ معاً - فَقال - مُنادياً - cheese - بالإنگريزية - و تَعنّي بِالعربية - (جِبنّة) !! وأعتادوا يقولون (هٰذه) وإتبع تقليدها (شباب وشابات قومنّا في رُبوع بلادنا) - بِلذّةٍ - كما يَستلذ الذُباب الإلتثاق بِحبّة زبيب - لأنّ تلفظها حالَ إتخاذ الصورة - تَجبُّر مَلامح الوجه لِترسِم صُورة  ”إبتسامة مُصطنعة“ أو ”مُفتعلّة“ ..!!  فَقُلنّا لهُ (⛔) لا تأخذ الصُورة .. لا داعِي لِصورة تِذكارِية تَبدء بإبتسامة كاذِبة .!! لأننّا لا نَستطيع أن نُخادع أنفسنّا .. ونَكذب عَليكم ونُخادِعكُم .. فَليس هُناك ما فِي نُفوسنا أي دافِع للإبتسامة ..!! فَتوقف وهو ينظرُ إلينا (بِبهتّة) وَصمت مُتأمِل ..!! كُنّا قد قرأنا علىٰ وجهّه في تِلك اللحظات - شأنّهُ يَود أنْ يصرِخُ بِوجهًِنا -  ماهٰذه التَعاسة يا ربِّي التي جَمعتنا بِهٰذا ..؟! ألا يُعقل أن لا تَبتسِّم أيها الرجل .. علىٰ الأقل - أنني أسلّمت لِلتو ؟! وثِرنّا لالإسلم أخاً لكُم ..!؟ لِنقتُل شكُوكَه .. وليتخِذ دَرساً .. وهو إعتنق الإسلام تَواً ..  فأخبرناهُ بِلُطفٍ جَميل مع أبتسامة أخويّة تُطمئن قلبه  - ((هَوِّن علىٰ نفسك يا أخي (صالح) ..!!  وهوِّن شكك فينّا .. اليوم أنت إعتنقت الإسلام دينّاً - فتذكر إن الإسلام صِدق ولا يحبُ اللّٰه أن تُخادع - حتىٰ ولو نفسك ... لأنها سَتقودك نَحوَّ خِداعات أكبر .. فتَتعود ”النفس الأمارة بِالسُوء“ علىٰ أن تَسُوقَكَ علىٰ هَواها ...!؟ أما إن خطرّّ علىٰ بالكُم  - علىٰ الأقل -  أن نَبتسِّم - إبتهاجاً لإعلان إسلامكم اليوم ..!؟  سَنقول لكُم يا أخي - كُنا نُفكر بِعُمق  بِتساؤل - لَحظة دعوتكُم لنا بِلفظة (چييز) .. يا تُرىٰ - لِماذا يَتأخر أمثالكم هٰكذا عن تبنِّي الإسلام زمناً طويلا .؟! فَكيفَ لنا أن نَبتسِّم .. وهٰذا السؤال لَيسَّ فِيه أي دافِع لِنعقد إبتسامة صادقة و مشرُوعّة دون (چييز)  ..!! ومِن أجلِّ أن نَجعل في "المُوقف" طرافة بعد ((بُهتَّتِ صالِح)) ولِنُزيحَ إستغرابه !!  قُلنّا له - رُبما كانت مَلامح وجهِّنا كانت ستتطابق أفضل مع ما كان في بالِنا مِن سؤال ذَكرنّاه لَكُم .. فيما لو قُلتم - إفتراضاً -  بَدّل- كلمة -(Chees) - كلمة (جِبنّة) بالعَربية ! عِندها لَرأيتُم الملامح الجُدِّية المُعبِّرة عما كان يَدورُ في خَلجات أنفُسِّنا !! لم يَفهم (صالح) ما قُلناه له بِسهُولة .. حتىٰ بعدَّ شرحناه له عملياً .. وجَعلنّاهُ أن يُكرِّر كَلمة (جِبنّة) لِعدة مَرات ..!! بالطبع (بطلعان الروح) !! ثُمَّ قاربنّا لهُ المثل وأخبرناه - ربما كانَّ مِن الأفضل أن تقول لنا ( cheat - چييت) - وتعنّي (غِش وخَادع) - كنا سنَعتبركُم - أكثر صَراحة مَعنّا .. وصِدق مطلبِّكُم مِنا ..!؟  لأنها كانت سَترسِّم مَلامِح مُشابِهة في الوَجه - كقول كلمة (جِبنًة) - بالعربية !!  نظر بإستغراب لِبَرهة ومِنْ حَوله .. ثُم عَاد  لِيقول لي - الآن فَهِمتُ وتلقَفتُ المقصُود ..!!  وكررَّ .. مُدهِش .. مُدهِش ..! ثُمَّ مضىٰ يَقول مُتسائلا - لِماذا نَحن ”الأميريكان“ - لم نَعِّي هٰذا مِثلكُم مِن قَبل ..؟! أهكذا ننشأ حمقىٰ علىٰ الأكاذيب ولا نُدرِك .. ولا ندري .. بِلا وعي ؟! وأضاف - لأقسِمُ إنكم قلبتُم المفاهيم في رؤسِنا رأساً علىٰ عَقب ..!! وأفرحتنِّا اليوم أضعافاً بإسلامنا .. وإعتناقنا لِهٰذا الدِين الرائع العظيم .. خَتمنّا قولنا معهُ قائلاً .. يا أخي (صالح) كُن صادِقا في إسلامك ، سيُسهل اللّٰه عَليكم الكثير الكثير في مَعرفة عَظمّة هذا الدِين وتتفتق عقولكم بالإيمان بِبركة مِن اللّٰه المُبارِك .!! نعم  يا أيها القراء - قالتٰ العَرب ((الضِحكُ بِلا سَبب مِن قِلّة الادب)) .. والإبتسامة مِن دُون دوافِع حقيقية في النفس الإنسانية خِداعٌ للذات والآخرين .... فَمتىٰ نَعِّي حقيق الوعي كُل ما نراه أو نَسمعهُ من (الروم) .. ومتىٰ سنكتفِّي تَقلِيدَّهُم ”كالقُرود“ مِن دون إدراكٍ لِلمعاني ودونَّ وَعي .!! 

 

إعذرُونا أيها الطيبُون .. وحِيشاكُم أنتُم وعَلّا اللّٰه قَدرّكُم ..

تعليقات

أحدث أقدم