”تَشليح“ أنواع الديمقراطيات في العِراق وإستحقاقتها الإصطلاحية !! القسم الأول

مشاهدات


 

  

د.سعد الدوري


منذ أيام مَضت .. إنتَهتٰ مَشاهد إنتخابات الشَعب التُركي الحُر - الوفي في ولاءهِ لوطنه ودينّه و قِيمّه .... بَعدّ "عُرس إنتخابي" - (وفاءي) - عَكس فِيه الأتراك - أنَّ وَلاءهُم لِلحق للوطن والأمة والدِين  الحَنيف ، ولَيس لأية جِهة شَخصية حِزبية تَنحَدِّر بِولاءها لِطاعة جِهات خارجية مُعادية لِلوطن .. فََصَدق حقاً (الرئيس اوردغان) .. حينما وَصَفَّ فِيه الفوز ((هو فوز الشعب)) .. لأنه حقاً لأول مَرّة في تاريخ وقائع ما يُسميه "الروم" - (بالإنتخابات الديمقراطية) يُشارك فِيه الشعب بِهكذا عدد ونِسبة جماهيرية ..! وعلىٰ أثر إيقاعات تلك المشاهد الإنتخابية في نفوسنا - كنا نمرُّ في نوع من حالة (عقليّة نفسّية) مؤلمة لأيام عديدة .. ونحن نقارنها (بعملية إرتجاعية في الذاكرة) إثرّ "صَدمة" يمكن أن نُسمِّيتها (بصدمة المقارنة الإرتجاعية).* أي حِينما نقارن (صُورّة أو صُور) نُشاهدها  آنياً ، ونقوم بِمقارنتِها مع (صورة أو صور) أخرى تعيش في الذاكِرّة .. فكانت من أبرز تلك الصور والمشاهد البائسة - تَجلّت في سلوكيات (الشيعية الإنتخابية) المُقعصّة ** - أي القاتِلة - لِكُل معاني (الديمُقراطية) في مَعناها المطلوب  في تَجربة العِراق الديمقراطية الغَزوية ، التي فُرِضَت بِقُوة مُسلًحة عِدوانية على العراق .. فكانت في البال ماكِثة  "كموضُوع للمُقارنة" التي أشرنّا إليها ! وبِمساعدّة الفُهم العقلاني لآليات تَسمية مُصطلح "الديمقراطية" وتَولِيفاتها .. التي تقوم أساساً  - مِن إلتقاء (كلمتين باللغة اليونانية) (Demos - ديمو) وتعني (الشعب) و (kratein - قراط) وتعني - (الحكم) - فبدمجِهِّما يتولد المعنىٰ وهو -(حُكم الشعب) !! وهٰذا يعني أن (مصطلح الديمقراطية) - يَستمّد تَسميتّه مِن الوِجهّة القائدة  والموجِهّة لها أولاً - ومن ثم الهياكل الرَسمية والشرائح الإجتماعية المُشارِكة والقائمة فيها ، والتي تتحكم بُها ، وتَوجُهاتها وأساليبها  والفعاليات المُصاحبة لها من قبل "الجَماعات الضاغطة" ..! أي أنّها تعنّي بشكل مؤكد ومن دون شك - أنّهُ - (مُصطلح غير مُقدس)  كما ينخدع الكثيرون به من الشعوب عامتها وخاصتها .. هٰذا - لأنّه بِبساطة - ليس لهُ معنىٰ ثابت !! وإمكانية التلاعب بِتسمياتِّها وألفاظَها وأساليبها  يَتم وِفق "العقليّة الحِيلِيّة" لِلمُزمِرين بها ومُطبقيها .! لِذا تَنوعَتْ تَسمّيات(الديمُقراطية) وِفقَّ هٰذه (القاعدة) وتَنوَعَتْ تَعاريفها في "القاموس السياسي" .!! ومن أنواعها والتسميات الأكثر تداولاً في وَصفها - مثل - ديمُقراطية لِيبرالية ، ديمقراطية برلمانية .. ديمقراطية علمانية .. ديمقراطية شعبية ( الصينية) .. ديمقراطية مباشرة أي انتخاب مباشر للرئيس واعضاء حكومة البلاد أو غير مباشرة تمثيلية .. ديمقراطية مركزية*** .. وغيرها  الكثير ....


في هذا المقال ولأهمية الموضوع ، من الناحية العِراقية .. حيثُ يَعيش شَعبنا ، جَميع نتائج والآثار السلبية  الخَطيرَّة الناجِمّة عَنها ، والتي تُمزق لحمّتهِ أكثر وأكثر يوماً بعد يوم   إلىٰ جانب تَرسِيخ تَقسيمات الوَطن ..!! عليه سَنسعىٰ وعَلىٰ ضَوء التعريف السياس العلمي المعروض (للديمقراطية)، وعلىٰ أساس ما موجود - أصلاً - في دواخِلنّا من تصورات ومَشاهد (الإنتخابات) المُختلفة الناتجة عن تجارب العالم .. ومُقارنتها بشكل خاص - مع تِلك الصُور والمَشاهد للإنتخابات القائمة أمام أعيننا في الواقع العراقي البائس.. لِتحديد وتَصنيف ألوانّها وأنّواعها التي وُجِدت وأُخترِعت في العراق بِفضل (السَيطرة الثلاثية المُدمجّة) - مُن قِبل الغُزاة - الفُرس و ”آل شيعشع“  وأتباعهم الخونة والعملاء في العراق ... لِذا وَجَدنا أن أول ما يُليق بتسمية اللون ”الديمقراطي“ المُتبّع في العِراق مِن النواحي العلمية والواقعية والمنطقية وأكثر ملائمة لِحقل السياسة في ”الألفاظ العراقية“ والعربية .. إصطلاح  - (الشيُعوقراطِي) - بإعتبارها ”ديمُقراطية“ تقوم ممارستها بِصفة إجتماعية عرقية طائفية عقائدية فكرية وطقسية (شِيعوية) .. ليس فيها أية سمة (عراقية) كي تُصنف بإسم العراق ...  و هي بُوضوح يتم تَدويرَّها من قبل تركيبة نظام سياسي أشبه (بِحمير تَدوير الناعور) المُغلق العينين  ، وما إختلاف تركيبة وشكل شخوص النظام إلا أشبه بإختلاف قوة وقابلية كُل (حِمار) يتولىٰ مسؤولية تدوير ((الناعور)  ينسجم مع إختلاف نِسب الماء وفق مستوىٰ المياه "نهر الناعور" - أي بِعبارة أُخرىٰ تَنفيذها بطريقة تعتمد علىٰ ترويجات ”مرجعية“ عقائدية و دعائية سُلوكية وتحت سيطرة تامة مُن قبل هياكلها الإجتماعية الطائفية والحزبية والميلشاوية المختلفة والمتعددة .. أي أنها ”ديمقراطية“ - تبدأ بالشريحة (الشيعيوية) وتَنتَهِّي لِصالحها مهما إختلفت مَسرحياتها وطُرق أداءها .!!  كما إستندنّا بتَسمّيتَها (بالشرموطقراطية) - نِسبةً ”لِعهريتها“ السياسية والأدبية والأخلاقية .. فهي "عاهرة" - كُلياً - مُن كُل أخلاقيات الدِيمقراطيات الأخرىٰ ، حتىٰ تلك السيئة الأداء والممارسة في ”العالم الرومي“ المشهُور بها ..  حيث في نَتائجها تَنتهي بإنتخاب أفراد "الشُلل الپرلمانية" الشِيعية التي تتوافق - أوتوماتيكياً - فيما بعد علىٰ عَقد تكتلاتها لتحقيق أغلبية برلمانية لصالح (الشيعوية) أيضاً - و (بشكل عاهر) واضح ومفضوح من "العُهر السياسي" الكامل في الأوصاف .. ثم تسعىٰ بتقريراتها جميعاً نحو تثبيت تكوين (النظام السياسي)  القائم مُنذ إحتلال العراق ، ومن أجل ترسيخ وجُودّهُ الفاسق، والأهداف المطلوبة والمرغوبة "للقوىٰ الثلاثة" التي إستخلقت هذا "النظام السياسي" في العراق و هي الجِهات الفاعِلة سواء مِن خلف أو مِن أمام السِتار - في توجيهه - الدائم - عِبرَّ جَعلًِه مُلزم بِمنهاج سلوكي تَطبيقي موضوع في (قِطار الشرموطقراكية) علىٰ سِكة تَمُّرُ ذهاباً إياباً في نفس المحطات غير الأخلاقية ..!! 


لاسامح اللّٰه - لو إستمرت فَترة قادمة وأطول ستَنتهِّي - (بِعراق سياحي .. دينّي مَراقدي شيعوي .. وإبراهيمي .. و فُندقي و مَطعمي مَلهوي قحپوي .. مُجزأ في كيانات مَفتوحة علىٰ مصراعيها علىٰ أنواع جَميع "قوادات' أصناف البشر الساقِطة في العالم - بمعنىٰ أخر وأكثر وضوحاً وخطير من الناخية الدينية والتاريخية والإجتماعية -أن يتم (الإعادة العَكسية) لعراق "بابل" إلىّ أن يكون (مركز تَجمع) - لُكُل الأصناف الساقِطة من البشر  .. ليشكلوا تجمعاً أشبه بالذي تَخلَفَّ مِن (نِسل آدم) علىٰ الأرض .. والذي شكلَّ "التجمع البشري" الذي كان موجوداً في "بابل" كما هو في المعتقدات الدينية السماوية - وَمِن ثمّ تَمزقَ هذا التجمع شتاتاً و(تبلبلّ) ألسُنّها الىٰ لُغات مُختلفة (****) ، كعِقاب إلهي لِعَدم مُعارضَتها لِطغيان (نمرود) وكُفرِّه وموافَقتها ومعاونتها في بناء ”بُرجًِه المشؤوم“ لسنوات عِدة .. وَتجمهُّرهُ الحماسي حولَّ(نُمرود) وهو يصعد فَوق (البُرج) .. (لِيرَمي سِهامِه) ظانّاً أنّهُ ” الآلهة الصعلوك“ القادر ليُصيب "خَيمة" اللّٰه - السَماء - بُالضَرّر .. و بعدّ أن أنزلّ اللّٰه غضبه علىٰ (أهل بابل) ذو التجمع البشري الواحد آنذاك - تَشتت أشتاتاً  بشرية بمختلف اللغات و توزعت  - فزعا - في أرجاء الأرض لأنّها وَجدت نفسها على”حينِّ غَرّة“ جَماعات لا تَعرِف ولاتَفهم لغة بَعضها البعض الآخر  .. كما ذٰلك وَرّد في ”المعتقدات التوراتية“ - أيضاً - في "سفر التكوين" -  والتي لا تَختلف معها ”المسيحية“ دينياً في طروحاتها !! ويمكن بِعبارة وصَفية أخرىٰ - أنّ نقول - أنّ "شياطين الأنس" الماثلة اليوم "بالفرس والروم" - تبغِّي "بالعراق" في أن يكون "المركز العالمي"  لِلفُسوق والفساد أكثر من كُل ما سبقتهُ من تَجارب الخِلاعات في - (لاس فيكاس - مدينة الفُسق والقمار والعُهر .. وهُونك كونك - الماسونية الأفيونية .. والإمارات - الشيطانية ..) ..!!  والهَدف من ذٰلك كلهُ لأهداف مرحلتين - المرحلة الآنية والمنظورّة - سِتراتيجياً .. والتي تَفيد إنهاء الدور العراقي - كعراق وطنّي - ذات صفة قومية عربية وهوية إسلامية بإعتباره يشكل - منطقة السويداء - القلب الروحي والفكري للعرب والإسلام  معاً ، مُنذ يوم تم تحَدَّيد مكانته ودوره في البُعد القومي  بِالنسبة لأمة العرب في حديث النبّي (ﷺ) - بعدَّ إنتصار (حارِثة الشيباني) في واقِعة "ذي قار“ - إذ قال - « أول يوم ينتصف فيه العرب مِن الفُرس» - أي - مِن العِراق البِدء و سيكون البِدء ..!! ثم تلا  بعد هٰذا الحديث  النبّوي الشريف - وَصف الخَليفة أمير المؤمنين - (عمر بن الخطاب رَضِيَّ اللّٰہُ عَنْھّ) - بِفكره النيّر الطهور  - دور العراق للإسلام والعرب معاً - بالقول - « الْعِرَاقِ جُمْجُمَةُ الْعَرَبِ » مما عززّ قول النبّي (ﷺ) واقعياً ..!! والجَميع قارئ هٰذه السطور  والمتتبع لتاريخ الإسلام والعراق يعرف جيداً مِن دون أي تزييف - من بعد (القادسية الاولىٰ) .. إذ تحولَّ العراق ليكون (القاعدة الأساسية) لإنطلاقة وإمتداد رُقعة الإسلام الجغرافية وتأسيس إمبراطورية الدولة الاسلامية العربية لِقُرون عَديدة ..!! أما "المرحلة الثانية" التي يأمل منها ”الفرس والروم“ في مُستقبل مُتقدِّم و علىٰ - خط  لَيزّر - الظلالة - المشترك بين العقيدتين الشيعية/ والصهيومسيحية - في أن عودة ”مهدي المنتظر في العقيدة الشيعية“ و"المسيح المنتظر" في ”العقيدة الصهيومسيحي“ .. سَيتم تَعجيل ظُهورِهما بِفسوق وفَساد العِراق  وإعادة اللاقَوميته البابِليه تَحت ”سُلطة نمرودية“ .. فمِن هٰذه المعتقدات المُختلطة المخبُولة - السُتراتيجبة - المُتنوعة الأبعاد .. والمُتمازجة في الأهداف.. كان لابُد مِن خَلق (النظام الشرموطقراطي ) في العراق - لأنه النظام الأمثل في (شرمطة العراق سياسيا واقتصادياً وجغرافياً واجتماعياً وفكرياً ثقافياً ودينياً و أخلاقياً ......الخ ليكون مركز إجتذاب لِكُل (عمالة ومُستثمِّرين) مِن (قوادي وفُساق) أنواع البشر علىٰ طريقة (هُونكوگية جديدة)  .. حيث رُغمَّ عَودتها (للأم الصينية) بعد (٩٩) عاماً مُن إستئجارها مِن قبل ( الانگريز ) ، عادت لِتكون "كالخنجّر المسموم" في خاصِرة الصين ..!!  أما العراق سيكون أكثر فاعلية وذروّة في التأثير في (الكينونة الخضِرّة للشعوب) وفق التوجهات العقائدية المريضة (للشيعوية والصهيو مسيحية) ، بسبب ما يتمتع به مِن (عوامل تاريخية ودينية وجُغرافية وفق فوانين الرّب) .. كما سيكون العِراق عِبرّ هذا السيناريو الخطير "كالخنجراً المسموم"  في خاصِرّة الأمة - لا سامح اللّٰه - فتُفسَّد قدراتها وطاقاتها الجهادية وإمكانات دفاعها عن أبسط أشبار مُقدساتها ..  فتتمتع ”اسرائيل“ عندها - بإدارة ”خريطتها الكبرى“ كما تَشتهي , والسَيطرَّة عليها بشكل تام .. التي تعتبر من الناحية الدينية ( رأس الديانة الابراهيمية) - المرجوة - حتىٰ تَحين ساعة "عودة المُنتظِرين" الشيعوي والصهيو مسيحي ..!! فَنعود ونقول - لقد بَلغ المُستوىٰ بنظام (الشرمُوطقراطِية الشيعّية) أن تُفرخ - مِن الوسائل والصُور والمَظاهر المؤلمة بل المُضحِكّة الإنتخابية والممارسات الشيعية الطقوسية التي تُذهِل العقل وتُثير الإشمئزاز .. وتقزز النفس الأنسانية الطيبة وهي مُدعمّة بالطبع من  سلطة ”النظام الشيعي“ القائم  التابع - لأدارة وتوجيه (آل شِيعيشع) الفارسي .!! بحيث صار من الممكن  وفق ((قاعدة تعريف الديمقراطية)) التي أشرنا اليها أعلاه ظهور أنواع جديدة متميزة من ”الديمقراطيات“ التي لم يحلم بنشؤوها - أياً من مفكري وأساتذة ومختصي وجَلابذة العلوم السياسية من قبل ..هٰذا ما سنتناولهُ بالتفصيل في القسم الثاني اللاحق من المقال ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعاني -:

*) الصدمة الإرتجاعية المقارنة - نقصد بها -  في ذات الوقت الذي نراقب فُيه مشهد مُريح ومُفرِح أو العكس باهتمام شديد - تتناقض مع مشهد أو مشاهد متشابهة الموضوع ماكثة في "حافظة الذاكرة" فتثور نشاطات  المقارنة  العقلية لمقارنة مؤلمة في النفس .. حتىٰ تطبع ملامحها على الوجه ..!!

**) المُقعصّة - تعني القاتلة - هي من فعل "أقعص" - أي القتل أو الإجهاز على شيئ بضربة واحدة ..

***) الديمقراطية المركزية - هو المفهوم الديمقرطي الذي  يؤمن البعث في أدبياته الفكرية - والتي تقوم علىٰ أسمى قاعدة في تطبيق ممارساتها التي ترىٰ - أن الديمقراطية بحاجة لتطبيقها الصحيح - في أن تكون حقوق و واجبات- ففي لحظة الديمقراطية تكون "القاعدة - "الجمهور" حقوق و"القيادة" واجبات .. وفي لحظة المركزية تكون "القيادة" حقوق و"الجمهور" واجبات وهو مفهوم   قريب من "مفهوم الشورىٰ" في الإسلام و متلائما مع الحاضر ..!! 

(****) بلبلَّ - من تسمية (بابل) من اللغة السومرية القديمة التي جاءت من  لفظة (باب إيل) - أي (باب اللّٰه) اي- باب اللّٰه علىٰ الأرض .. و(بلبلَّ اللّٰه) ألسنتهم صارت نسبة ً (لبابل) .. ووصفنا حال (الشتات البشري) بعد أن تبلبل ألسنتها في لحظتها صارَّ - مُفزعاً وثاروا فزعا , لأنه من الطبيعي - لو تصورنا أن يستيقظ (أحدنا) ، ووجد أهله ونفسه كل يتحدث بلغة غير مخالفة غير مفهومة ومألوفة لديهما ، فمن المؤكد يُصابا بالفزع ..!؟

تعليقات

أحدث أقدم