المرعى أخضر لكن العنز مريضة

مشاهدات



بقلم : سعد أحمد الكبيسي


عندما تشاهد التفاخر الى أين وصل بالناس، بما يملكون من سيارات وبيوت ضخمة ، وأموال وأنواع الملابس الفاخرة ، ثم تنظر الى كلامهم وأفكارهم وتصرفاتهم ؛ تعلم جيداً أنَّ(المرعى أخضر لكن العنز مريضة) ولو تامَّلت في الكثير من المشاكل التي تجري في الواقع اليوم ، لوجدتها من صنع هؤلاء الجهلة ؛ فبعض تصرفاتهم ماهي إلا أمراضاً نفسية تعتقت ردحاً من الزمن ؛ فصارت عادات سيئة انعكست على الواقع !! ثمة أصنام في نفوس هولاء لا يكسرها إلا معول التربية والتأديب ، أصنام الاستعلاء والتكبّر والجاهلية التي استحكمت في نفوسهم، فالإنسان باخلاقه وقلبه لا بجيبه وأمواله، وهذا ما ادركه الصحابة الكرام، لهذا عندما صعد بلال بن رباح على ظهر الكعبة ليؤذن يوم فتح مكة، لم يقل أحد من المسلمين القرشيين : كيف لعبد أن يصعد على ظهر كعبتنا، لانَّ الأصنام الداخلية كانت محطّمة، فالمعيار هو التقوى، وبلال الحبشي في الجنة وأبو لهب القرشي الهاشمي في النار . 

 

وعندما سؤل الكاتب الروسي أنطون تشيخوف

كيف تكون المجتمعات الفاشلة ؟!

أجاب :  "في المجتمعات الفاشلة ؛ ثمة ألف أحمق مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء، إزاء كل كلمة واعية، تظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائماً على العاقل".

فإذا رأيت الموضوعات التافهة، تعلو في أحد المجتمعات ، على الكلام الواعي، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جداََ  قد تجد فقيراً مادياً لكنه ثرياً بقلبه وأخلاقه، لا يمد يده الى أموال الناس ولا يمكر ولا يخادع ، وقد تجد ثرياً جشعاً لو ملك مال قارون لم يشبع بل يبقى همه وشغله الشاغل كيف يزيد ثروته وما همه أن تكون من الغش والخداع أو  حلال أو حرام!! الناس ليسوا بالمظاهر، تحت الثياب الرثة ، قد تجد معادن بشرية يقف الإنسان لها احتراماً، وتحت الثياب الأنيقة قد تجد شيطانا في هيئة إنسان ! الشعور بالاستعلاء الفارغ ، وتصنيف الذات في القمة، وحب الظهور مع فراغ روحي وعقلي وقلبي ماهو الا (مرعى أخضر وعنز مريضة) .




تعليقات

أحدث أقدم