الحرب في أوكرانيا .... مطحنة أسلحة وعتاد

مشاهدات



ضرغام الدباغ

 

المتابع للتحركات على الساحة الدولية، يلاحظ ، أن البحث عن السلاح الروسي وشراؤه هو أحد المهام الرئيسية للإدارة الأمريكية، يبحثون في الأسواق الدولية عن السلاح الروسي القديم : طائرات، ودبابات، ومدفعية، وتحول الأمريكان إلى " عتاكة  " يبحثون عن السلاح القديم وشراؤه وزجه في معارك الحرب الأوكرانية، فوجدوا منه الكثير في البلدان الأوربية (شرقي أوربا) وحتى في بعض البلدان النامية، كل هذا من أجل إبقاء الفرن الأوكراني مشتعلاً .

 

السلاح الروسي يسهل على الأوكرانيين استخدامه، فهو يمثل العمود الفقري للجيش الأوكراني، هم الذين عايشوه  وتدربوا عليه منذ فجر الدولة الأوكرانية التي أقامها الروس بأنفسهم ، ومنحوها أراض ومقاطعات كثيرة لم تكن أوكرانية ، بل بها غالبية روسية، وجعلوا منها (من أوكرانيا) دولة مستقلة من أجل أن يكسبوا صوتاً في الأمم المتحدة وحتى منحوها إطلاله على بحر آزوف والأسود من أراض روسية، ولكن الأوكران لم يحفظوا الجميل لروسيا، فتنمروا عليها، ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا حصان طروادة لأميركا مقابل روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي . وأشترى الأمريكان ، كل ما تبقى من السلاح الروسي في بلدان أوربا الشرقية (الاشتراكية سابقاً) وحتى هذه احترقت في لهيب المعارك المندلعة من أكثر من عام ،  فالحرب التهمت أسلحة الجيش الأوكراني ، وتلك التي كانت لدى جيوش دول شرقي أوربا، بولونيا، وجيكيا، وسلوفاكيا، ورومانيا، وبلغاريا، وربما دول أخرى ..! معظمها أحترق في الفرن الاوكراني، بل أن الولايات المتحدة راحت تضغط على دول الأوربية وحلفاؤها، أن تقدم " ما تيسر ..! " من سلاحها الغربي وإن كان مستعملاً (second hand) وعلى وشك أن يقذف في القمامة، فأشتغلت بوظيفة " العتاكة " مرة أخرى، والروس متونسين بهذه اللعبة، فراحوا يمنحون جنودهم الجوائز لمن يصطاد الأسلحة الغربية .

 

في الغرب يعلمون علم اليقين ، أن هذه الحرب عبثية لا داع لها ... وأن أوكرانيا قد خسرت المباراة، ولكن الحديث يدور الآن هناك بأي حجم من الخسارة يمكن توقعها ...؟ كم ستخسر أوكرانيا من الأراض الروسية الأصل ، وبها شعوب روسية، وشكل وجوهر النظام الأوكراني المقبل ، وبأي مقدار ستكون تحت الوصاية ... الرعاية ... الحماية ... الروسية أو التزام الحياد ...؟ زيلنسكي البائس يحارب الروس من أجل المصالح الأمريكية ، وسيسدل الستار عليه فور أن تضع الحرب أوزارها ، الروس سيحاولون أن يحصدوا مكاسب الحرب وقد ضمنوا معظمها الآن ، الأمريكان يحاربون اليوم في الوقت الضائع، ويعلمون أن حجم مكاسبهم ضئيل ... فهم يحسبونها بأي مقدار يخسر الروس هو مكسب لنا  ...! الحرب الأوكرانية مثل واضح لطبيعة الصراعات المقبلة التي ستندلع في أرجاء مختلفة من العالم، وهنا تحديداً، يتعين على قادة الدول وحركات التحرر أن لا تكون مكسر عصا للقوى العظمى، العالم على وشك أن يتغير ويفرز معطيات دولية جديدة،  أدعو جميع القوى والحركات إلى مراجعة مواقفها ، وأن لا يحركها سوى مصالح شعوبها، وليس غير ذلك سوى حراثة في الماء .....!

تعليقات

أحدث أقدم