بقلم سعد احمد الكبيسي
في البداية أرجو ألا تزعلوا مني فأنا أكتب بواقعية ولا اثير المشاعر واستفز الناس حتى أضع النقاط على الحروف . نحن قوم فينا من قد أحرق حكم وتعاليم المصحف في قلبه وفي حياته وفي تعاملاته، أين القرآن في حياتنا ؟ ما زال حبيس تلك الأرفف التي يعلوها الغبار؟ ما زال وسيلة لجلب البركة فى السيارات والمحلات والأسواق والدكاكين ؟ فكيف لنا أن ندافع عنه ؟!
فلنعرف أولاً من هو الحارقُ الحقيقي ؟ وبعد ذلك نستطيع أن ندافع وبكل قوة . نحن من أحرق المصحف في سلوكياتنا قبل غيرنا {وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } سورة الفرقان : 30
وإليكم صور من حرق القرآن عندنا:
- الموظف الذي كان يتقاتل على الوظيفة، فلما نالها اخذ يبصم الصبح ويطلع ثم يرجع الظهر هو من أحرق المصحف .
- مدير الدائرة الذي يقضي حاجات ومعاملات جماعته فقط والناس واقفة بالطوابير هو من أحرق المصحف .
- تاجر الحبوب الذي يمنح موظفي الدولة النقود حتى يقبلون الحنطة المغشوشة هو من أحرق المصحف .
- الي يدخّل مواد فاسدة ويغير الليبل والتاريخ المنتهي بليبل وتاريخ جديد هو من أحرق المصحف .
- الغني الذي يتسابق وأحيانا يدفع الرشوة لأجل أن يحصل على راتب الرعاية المخصص للارامل والمطلقات وضعيفي الحال.. وإذا قلت له (ليش ) لماذا وانت الغني وسيارتك آخر موديل وبيتك في أرقى مكان وعملك ماشاء الله.. يقول لك وبكل وقاحة (شعرة من جلد خنزير ) هو من أحرق المصحف .
- الدكتور المعـبِّـس بالمستشفى ويضحك بالعيادة واللي يجبرك تأخذ العلاج من صيدلية محددة، هو من أحرق المصحف .
- المعمم اللي يستغل بساطة الناس، ويكذب عليهم ، هو من أحرق المصحف .
- سائق سيارة الاجرة الذي ينادي نفر بغداد وهو ما عنده ولا عبري واللي ياخذ أجرة أكثر من المحددة من الشخص الغريب ، هو من احرق المصحف .
- بائع الخضرة الذي يضع الطماطة والباذنجان النظيف في الواجهة وفي الخلف يضع الخايس والتالف ويضع في الكيس طماطة تالفة عندما تدير وجهك، هو من أحرق المصحف .
- سايق سيارة الاسعاف الذي يجبر المريض بدفع اجرة التوصيل للمستشفى هو من أحرق المصحف .
-الذي يقدم مصلحة حزبه على مصلحة بلدة، هو من أحرق المصحف .
- الذي ينتخب الأحزاب الفاسدة، وهو يعرفهم فاسدين، هو من أحرق المصحف .
- الاحزاب الاسلامية التي جاءت مع الاحتلال ونشرت الطائفية، وسرقت المال العام، وفتحت بيوت الدعارة والملاهي الليلية، ومن أعطى الموافقات لفتحت بارات الخمور في مدننا، هم من أحرقوا المصحف .
صدقوني لو جلسنا مع أنفسنا جلسة صراحة ، لوجدنا أننا نحن من أحرقنا المصحف قبل أن يحرقه الغرب . القرآن ما زال مهجورا فى حياتنا، وليس الهجر هجر قراءته وتلاوته، فكثير من المسلمين، ولله الحمد، على صلة به قراءة وتلاوة، ولكن المقصد الأسمى منه هو نقل تعاليمه وتوجيهاته ومنطلقاته وتصوراته إلى الواقع العملي في حياتنا
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
إرسال تعليق