النوافذ والأبواب مشرعة

مشاهدات




ضرغام الدباغ


العلماء والفلاسفة والكتاب وقادة الرأي هم العقلاء الوحيدون في هذا العالم ، ولكن لا أحد يسمع نداءاتهم ...! ثمة أحداث تجري اليوم ، ساخنة لأن الدماء تسيل في الشوارع ، وفي جبهات القتال، وهناك في بحر الصين هل شيء بوارد التطبيق ، فماذا يحدث ..؟

- لا يمكن إعادة عقارب الساعة للوراء ، فما يحدث في أوربا سيسفر عنه نتائج كبيرة ، أولها بروز تكتلات دولية جديدة .

- الاوضاع الاجتماعية الملتهبة سوف ترغم الأنظة الاوربية على إعادة النظر في حساباتها . 

- اللعب على الألفاظ لم يعد القبول به ممكناً، ديكتاتورية الطغيان والاقلية الأوليغارشية والمتاجرة بشعارات براقة (الديمقراطية وحقوق الإنسان) لم تعد مقبولة, الدول التي تدعي الديمقراطية تمارس سياسة الفصل العنصري ..!

-عهد الاستعمار والامبريالية يحتضر، لم يعد سحق شعوب بأسرها لصالح الغرب مقبولاً ...!

ـ اليمين الصهيوني يمعن في القتل ولا يبدي أدنى فسحة لحلول إنسانية مقبولة، فلسطين دولة واحدة لكل من يعيش على أرضها....!

 

سكوت له معناه

الأمريكان سخفاء ، نعم هذا محتمل، يضحكون بدون داع مهم ، ويغضبون ويتبادلون إطلاق النار، (وحاليا الحروب وما يشبهها) مقامرون، ويستخدمون قواهم بداع وبدون داع .... أما الإنكليز، فأبو ناجي يفكر مئة مرة قبل الإقدام على خطوة ، وخاصة إذا كانت تنطوي على أستخدام القوة ، أو النفوذ المالي . فقوتهم ونفوذهم المالي ليس بدرجة السوبرمان، لذلك فهو يفكر كثيرا بالعواقب البعيدة والقريبة لأي فعل قبل أن يقوم به . أريد القول ، ليس من السهل أن يستثار الإنكليزي، فهو عميق الغور لا يغضب بسهولة، كما أنه لا يقبل بأي نتيجة.... فهو يدرس الواقع الحالي يقبله أو يرفضه بحسب القدرات المضمونة بين يديه .

 

رباط السالفة ....

إيران تحترق منذ نحو شهر أو أكثر ... المدن الإيرانية كافة تحترق ..المكونات الإيرانية كلها تحترق .. (المكون مصطلح فارسي ، اخترعوه في العراق فأنقلب عندهم ... سبحان الله) مدن الاقليات،  مقاطعات الاكثرية ... حتى المدن الفارسية ، لا أدري بماذا يقنع الملالي أنفسهم في البقاء في الحكم ...حتى أن أحد حكمائهم (قدروا حكمته رجاء) يقول " أن البعثيين وجماعة السعودية وراء الثورة " حسناً والثورة التي قبلها، والتي قبل قبلها .. من العجيب أن نظاما يمتهن قمع الشعب لا يريد أن يصدق بعد نحو عشرة ثورات أن الشعب لا يريده . ولكن حتى الإنكليز والأمريكان لا يريدون أن يصدقوا نهاية النظام الذي خدمهم لأكثر من مئة عام . الإنكليز .. ومن خلفهم الأمريكان وعموم رهط المعسكر الغربي ، يرى في أنهيار الدولة الإيرانية كارثة.. ما بعدها كارثة ، فالنظام الإيراني : صفوي، قاجاي ، شاهنشاهي ، ملالي، هو بيضة القبان في المنطقة ، بواسطته يشغلون العثمانيين عن أوربا ، وبه يربكون حسابات الروس في خاصرتهم ، وبه يفشلون طموحات نهوض العرب ، (لم يكن مقدراً أن يلعبوا دورا في الجنوب (باكستان، أفغانستان) ولكنهم مع ذلك تطوعوا ولعبوا دورهم المساعد في أفغانستان . 

 

لذلك كله ... لاحظ رجاء أهمية الدور الفارسي، وكم سيكون كارثيا على الغرب أن يختفي، لذلك فقد احتاطوا لكل طارئ وما لا يخطر على بال، فقد وضعوا النظام عودة البهلوي الشاهنشاهي في الحسبان، (أبن الشاه الأمير رضا يشحذ أسنانه في أميركا) ، ومجاهدي خلق برعاية أميركا أيضاً ، إذن احتمال إزالة تغيير النظام وارد ، ولكن سقوط الدولة هو احتمال انتحاري . ويحرم الغرب من هذا الوسيط المسعور الذي لا يكل ولا يمل من إذكاء الصراعات والمشكلات والنزاعات الدينية والعرقية والطائفية ، وكافة أنواع المشكلات وحقا خبر الأرمن جيرانهم الفرس بحكمتهم  : الفارسي إذا لم يمكنه قتل أحد قتل أباه . قد يبدو النظام الفارسي حليفا متعباً، مكلفاً ، ولكن أين تجد حليفاً بالكاد تستطيع أن تربطه وتسيطر عليه ...  لذلك ينطبق عليه المثل العربي " عرف الحبيب مقامه ... فتدلل ..!". لذلك يحتملون ما يبدر منه ففوائده أكثر من مضاره .... ولكن بأي درجة .... هذا هو السؤال الجوهري . الرأسمالية العالمية والصهيونية أخترعوا كياناً أطلقوا عليه إسرائيل وهو غير موجود في التأريخ من أجل الهيمنة على الشرق الأوسط . وأخترعوا شيء أسمه إيران عام 1935، ليكون عامل تهديد وابتزاز . كل هذه لها نهاية محتومة ليست يعيدة ، بل هي تلوح أمام الأعين . سياسة السطو والاستيلاء أنتهت ، فليستعد الجميع لها ....

تعليقات

أحدث أقدم