عائشة سلطان
متى نفكر في شراء هدية نقدمها لشخص حبيب أو عزيز من الضروري تقديم هدية له ؟ كالأم في عيدها ، الأبناء في مناسبات نجاحهم ، الأصدقاء إذا ترقوا في وظائفهم أو انتقلوا لمنازل جديدة ، أو.. في الحقيقة نحن نفكر ونشتري الهدايا طوال الوقت دون أن ننتبه أحياناً إلى أن تبادل الهدايا قد تحول في حياتنا الراهنة إلى سلوك ثابت واعتيادي، وهو سلوك إنساني حميم ونبيل جداً، وهو أن نقدم الهدايا وأن تقدم لنا ، لكن هل نعرف كيف نختار الهدية الصحيحة للشخص المعني؟ هل نقدم له الهدية التي تعبر عنا ، أم الهدية التي تناسب الشخص الذي نهديه ؟
لكن ماذا عن تغليف الهدايا؟
لدينا مثل إماراتي يقول (العين تغزر في المغطاي، وتعاف نفسي شي مكشوف) وتغزر يعني تذهب عميقاً، وتعاف يعني أملّ، والمعنى أن العين تتلهف لمعرفة كل أمر محجوب وممنوع ومسبلة عليه الأستار والأغطية ، بينما تعاف النفس كل ما هو مكشوف ومباح للجميع، من هنا جاء تغليف الهدية ، لتأطيرها وتحويلها من موضوع عام مطلق متاح للجميع، لشيء شديد الخصوصية . والذين يعملون في مجال بيع الهدايا ودراسات التسويق النفسي، يؤكدون على أن الناس يفضلون الهدايا المغلفة أكثر ، وقد استشهدوا بمقال لصحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت دراسة أجريت عام 1992 اختبرت استجابة المشاركين للكيفية التي قدمت لهم بها الهدايا، حيث أظهر معظم الذين تلقوا هدايا مغلفة بشكل جيد موقفاً أكثر تفضيلاً واستثارة تجاه الهدية.
لقد ازدهرت في الغرب صناعة ورق وأدوات وطرق تغليف الهدايا بداية القرن العشرين، لكن الغريب أنه تم استخدام الورق في التغليف لدى الصينيين قبل استخدامه للكتابة منذ حوالي 2000 سنة ، بحيث كانوا يصنعون الورق لتغليف وحماية المواد الثمينة وتخزين أوراق الشاي والأدوية ، فيما بعد استخدم البلاط الإمبراطوري المغلفات الورقية لتقديم أموال الهدايا للمسؤولين ، ومنذ 1000 عام أصبح التغليف شرطاً أساسياً لتقديم الهدايا في الثقافة اليابانية ، ما يعني أن الناس غلفوا الهدايا قبل أن تتحول أوراق التغليف لواحدة من أكبر الصناعات في العالم .
إرسال تعليق