عَفيّة شَعب مَسحّات صَدام حُسين فَوگ روسكُم ما غَزٌر ..!!

مشاهدات



د. سعد الدوري

 


دَعُونا اليوم نُعاتبكُم  .. 

نُصارَحَكُم ..

وكُلٌّ يَتقِّي رَبّه .. 

فلا يّعمُّم عِتابنا كما يَهواه ..

فسّطور العِتاب تقصُدُّ مَنْ زاغَ ومالَ لِهوّاه .. 

اليوم .. ضاقَت الدُنيا أمامنا .. 

بَدّتْ وكأنّه فَجرٌّ مشؤوم ..

 قَد كَشَف"الفُرات عن جبلٍ مِن ذَهب".!!

عَربات لا تحمِّلُ عَناوين الوَطن .. 

يَجُرَّها جَرّارٌ .. 

قَبيح .. مَسيخ ..  "إبليس" ..

كَجرّارِ القِطار .. 

تَقِلُّ أنواعاً مِن البَشرِية ..

هَمُهُّا الذَهب والدولار ..

فوق سِكّة ..لا فِيها يَمين ولا يَسار ..!!   

عَربات خَريعّة .!!

شَبابيكها أبوابَها مُوصَدّة ...

تَجرِّي مُغالية بَينَّ حُشُود مُلونّة .. زَرادشتِيّة .. هِندوسيّة .. بُوذِّية ..

مُلَملّمة ..!!

طوابِيرٌ مّعممّة وَغيرُ مّعممّة ..

أشكالاً مُرممّة ..

سَقيمّة الوّجوه ..

طابِعَها "خَرائي" ..

يغلبَّ عَليه دوماً لَون الصَفار ..

أعجمّية الأشكال .. خَبيثّة الأطوار ..

لُصوص ومُرتزّقة ..

تُعجِّل الإقتطار ..

تَصطفُ في طَوابير بِمَرح وهِزّار ..

كأن وَطننّا غَدا لها قاعة

لَهو وقِمار  .. 

تتزاحمُ حَول العَربات ..

يَحرُسها عُلوج

لا تَسمَّح بِالصعُود ..

إلا لِلأنكَر مِن النَكِرات ..

مِن هٰكذا أنفار ..!!

وَهُناك يَضطجِع علىٰ أرصِفة المَحطات شعبٌ مُتعبّ ...

لا يُجدِّي فِعلاً إلا القَول -

 فُقراء يا وطنّي نَمُوت ..

وَقِطارُنا لَيسَ هٰذا الذّي يَفُوت ..

شَعبٌ يَصرُخ ..

مَلِّلنا الصَبر والإنتظار ..! 

بَينَهّم شُلّل بِلا قائد .. غاضِبّة  ..ثائرة .. 

مُتمرِّدة ..

تَلعنُّ "إبليس" ..

تَصرُخ بِجموع الشَعب .. لِنحمّي الدِيار

تَخشىٰ الله .. 

لا تَبلغُ شبابيك القِطار بِرميَّ الحِجار ..

تَخشىٰ القادِم 

في هٰكذٰا قِطار ..

يُفشٌّي في الوطن وباء الإنهيار ..


       *************

بَينَّ حِينٍ وَحِين ..

هٰكذا يَفعَلُ الضَمير فِينّا ..

تَتصارعُ شتىٰ الإنفعالات .. وَتَدُور الصُور والأفكار ..

كالناعور الدائِر بِالجِرّار ..

تَختلِط وَتَمتزِّج المشاعر والأحاسيس ..

وَتَطِّنُّ مَسامِعنا - بِأطِنّة عَشرات الخُطب الماضيّة الجَميلة - دينّية ...

إنسانّية ... قوميّة .. وطنّيَة ..

جَميعها تَتقلب دُفعةً واحِدّة .. تَتصارع في "طوبِة" رؤوسِنا ..

نَشعرُ بها ، كأنها غدت كُتلة نار ..

في وَسط تَنور .. 

تَفُور ..

ألسنّة لَهيبهّا تَدُور ..

تَثُور .. 

نَصرخُ في قاعات نفوسّنا ..

أيُ شعب هٰذا ..

شَعبُنا متىٰ يَثُور .!

كانت إلىٰ جانِب جميع سَلاسِل صُور تِلك الحُشّود في ذاك القِطار ..

صُورّ ثَلاث عُقود "لِشهيد الأضحىٰ" وَذِكرياتَهُ الجَميلة ..

تَلولَبّت كالأعاصير في رؤوسنا .. 

كيفَ كان يَمَسَّح على رؤوس الأطفال والكِبار ..

والعَجائز  والصٌغار ..

مِن الشَمال من أعلىٰ الجبال ..

نَحو الجَنُوب إلى الفاو والأهوار .. 

كَم كَفكَف دمُوع المرضىٰ وأهل الضائقة .. 

وَأولئك الشيوخ والعَجائز .. كانَّ يَستلِذُّ مَعهًُم البَشاشّة في الحِوار ..

كَم بيتاً جالسَّهُم وإستمع لِمعاناتهم في طَبيخهّّم وَزَار ..

أين هُم هؤلاء جميعاً .. 

هَل ماتُوا أم غادرّوا البُلاد ..؟!

أم إنحرفوا وصَارّوا "لطامّة" في مَساجِد ضِرّار ..؟!

عَفيّة شَعب مَسحّات "صَدام حُسين" فَوگ الرؤوس ما غَزٌر ..!!

تعليقات

أحدث أقدم