صباح الزهيري
بداية اقول لها حول مقالها عن العالم الافتراضي :
لاأريد ان اقول اني أختلف معك سيدتي ... فربما لأني بحكم واقعي الخاص , كشخص أقصي من وظيفته قسرا , وحجزت أمواله , وحوصر في مجتمع ذو تقاليد لايعرفها , بحيث أصبح العالم الأفتراضي وسيلته الوحيدة للعيش والتواصل ونشر أنسانيته والشعور بالسعادة, أدهشه تحذيرك .
يقول مكسيم غوركي : الناس الذين يستحقون لقب إنسان هم أولئك الذين ينذرون أنفسهم من أجل تحطيم القيود التي تغل عقل الانسان . وهاهو العالم الأفتراضي يفعل ذلك ليشعرني بأنسانيتي ونشر أفكاري التي يحاصرها الظلاميون والجهلة , والتي كانت لو بقت حبيسة داخل نفسي لزادت من ضغط أمراضي المزمنة . ترى هل من حق شخص ما على وجه الأرض أن يختار رفقته ومجلسه ومن يتفاعل معهم ومن لا يتفاعل ؟ هل يجوز «إجبارك» على خوض علاقات مع قوم لا تحب فكرهم ولا تستذوق طعمهم ولا تأنس بصحبتهم ، في العالم الطبيعي الواقعي المُعاش ؟
لقد ورد عن آرثر شوبنهاورقوله : إن الإنسان العبقري والراقي عقلياً حتى وإن كان في أقصى درجات عزلته ، فإنه يجد في خواطره وأفكاره ما يسليه أعظم تسلية . أما ذو العقل المحدود، فيظل فريسة سهلة ومُفضلة للملل الفتاك حتى ولو حضر كل حفلات العالم وشارك في نُزهِة ومظاهر لهوه . ماذا نفعل ؟ لقد أقصونا.....هم خافوا من أمانتنا وأخلاصنا لأوطاننا , وعزت نفوسنا أن ترجوهم ...... واقع نعيشه لم يعد محترما أبدا ، يتخذ الكثير منا العزلة ، حتى صرنا مثل الفيلة عندما تشعر الموت تعتزل القطيع لتموت بعيدا... ذات يوم سُئل ألبرت آينشتاين هل يُمكن أن تشرح فحوى النظرية النسبية بجملة قصيرة ؟ فأجاب : لقد كان الناس من قَبل يعتقدون أنه لو اختفت جميع الأشياء المادية من العالَم لبَقِي الزمان والمكان مع ذلك ، وأما النظرية النسبية فإنها ترى أن الزمان والمكان يختفيَان أيضاً هما وسائر الأشياء .
دعينا سيدتي نستمتع بهذا العالم الأفتراضي ونقول كما علق أحدهم : الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة محدودة أما الخيال فلا حدود له .
إرسال تعليق