د. سعد الدوري
أتَدرُّك ما مَعنىٰ(أخ) لَمْ تَلِدّهُ لَكَ (أُمَك) ..وَيَلِّدُ (أخ) لَك (بأمرِّ الله) مِن رَحمِّ الإسلام .. إنْ كُنت مُسلِماً عاقِلاً - ولِتدرُّك عُمق وَعَظمّة مَعنىٰ (أمر الله) - فتَذكَر إذّن - أنْ مُعجِزّة وِلادة ((عِيسىٰ بن مَريم )) - هُو (أمرِّ الله) !! قال تعالىٰ - ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ .!! ثُمَّ إنْ تَدبَّرت وَتَعقّلتْ - لِمَّ الله سُبحانهُ تعالىٰ - ذَكرّ لَكَ في كِتابهِ الحَكيم - ((قِصة قَتلِّ قَابيل لِهابيل)) أول قِصّة مِن بينِّ قِصص القرآن - لأدرّكت أنَّ الله أرادَّ أنْ يُحذِّرك -
أنْ (أول) جَريمّة منبوذّة وَقعّت - قَتلَّ (الأخ لإخيه) .. وأول عِقاب أنزِّلهُ الله الخالق الجبّار بِصاحِبها علىٰ الأرض !! بَل أول (وَسوسّة و تَحدِّي) - (لإبليس) - فِي تَنفيذ وَعيدَّه لأبونا (آدم) ..! مَع بِدء (عائلتهِ الصغيرّة) ذات النشأ الجديد ..! وإلا مٰاذا تَظُنُّ وَتَتصور ياعزيزي القارئ - مَنْ يَكُون وَسوسَّ (لِقابيل) بِالقتلِّ وحَرضّه سِواه ..!! والإنسان قَد جَبّلَهُ الله علىٰ (فِطرّة الإسلام) .. ولِوحدِهِ مُجرّداً - لا يَعصِّي ولا يَذِنب !! والدَليل لو كَان أبونا (آدم) وأُمنا (حواء) لِوحدِهما ما عَصيا وأذنّبا ..!! فعجَبّاً - لٌمَن يَدَّعي الإسلام والإيمان - ويُحِل "دَم أخيه" بإتبّاع وَساوِس تَستخلِقهّا - "شَياطين الإنس" - "صَعاليك الفُرس" - بِفتاوىٰ ... أو بِأغراء مِن (عِلجّي) ..؟؟ فَيقتُل (أخاً) وِلدَّ لَه (بِأمرّ الله) مِن رَحمِّ الإسلام .!! قالَ تعالىٰ - ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ...
إرسال تعليق