فاطمة المزروعي
في بعض الأحيان عندما تصعب علينا الأمور في الحياة نشعر بإحباط وقد نستسلم للمصاعب والظروف معتقدين أننا قد فشلنا بشكل نهائي .لقد تعوّدت عقول معظم الناس في ثقافتنا على الخوف من شيء اسمه الفشل، الأغلبية منا ربما عاشوا قصة حب فاشلة، أو البعض رسب في أحد الامتحانات، ربما أخفقنا في بعض محطات حياتنا، ولكن لا يمكن تسمية ذلك فشلاً بل محاولات للوصول إلى النجاح والسعي للحصول على السعادة .
إنني مؤمنة بأن النجاح ليس طريقاً سهلاً ، وفي نفس الوقت ليس مستحيلاً، ربما لا نحقق أحياناً النجاح الذي نتمناه ونريده في العديد من محطات حياتنا، ولكن ربما قد نكتسب الخبرة والتعلم من كل التجارب الإنسانية التي مررنا بها . الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين يقول: «ليس هناك مشهد أكثر حزناً من شاب متشائم» ، إن أولئك الذين يؤمنون بالفشل يحكمون على أنفسهم بحياة دون المستوى، فالفشل لا يعرفه الناجحون، أسوق لكم فيلم أجنبي جميل يلخص معنى السعي للسعادة والبحث عنها وهو فيلم «The Pursuit of Happyness» . لقد لخص الفيلم جملة اختصرت رحلة البحث عن السعادة وهي : «مهلا، لا تدع أحداً يخبرك أبداً أنه لا يمكنك فعل شيء ما ولا حتى أنا ، حسناً ؟ لديك حلم .. إذاً يجب عليك حمايته ، إذاً أردت شيئاً ، اسع حتى تحصل عليه» . يدور الفيلم حول البطل ويل سميث ومعه ابنه الصغير، حيث يتعرض الأب لأزمة مالية صعبة فيصبح بدون مكان ولا مأوى، ولكنه يسعى لمحاولة تحقيق حلمه وطموحه في ظل المعاناة والرفض التي يتعرض لها من جميع الوظائف التي كان يتقدم لها وخلال رحلته مع ابنه يتعرض للكثير من الأزمات والمحن والمعاناة حتى وجد وظيفة جيدة في البُورصة .
إن الوصول إلى تحقيق أحلامنا ليس بالشيء السهل، فهناك طريق طويل قد يكون محفوفاً بالفشل والحزن والغضب والألم ولكن بعد مشاهدتك لهذا الفيلم وتفاصيله قد تتغير نظرتك للنجاح والفشل، فالسعادة بالفعل طريقك ولكن المتعة في تحقيق الأحلام وعدم الاستسلام للأعذار . الطريق إلى السعادة مليء بالصعوبات، ورغم ذلك لا تجعل هذه الصعوبات تمنعك من مواصلة البحث عن السعادة والوصول إليها، وإن كنت تعاني من صعوبات وتحديات كثيرة وقاسية؛ فهذا يعني أنك على الطريق الصحيح، فعليك أن تواصل السير بكل ثقة . وتذكر مقولة المؤلف والشاعر الانجليزي صامويل جونسون : «إنني، وإن هزمت إلا أنني لم أستسلم». قد نخفق أو نفشل في أي مضمار وفي أي مجال حياتي، لكننا نواصل الجهد والعمل ومحاولة تحقيق الأحلام والبذل لأننا لم نستسلم، لأن الاستسلام هو الفشل الحقيقي التام .
إرسال تعليق