اعترافات امرأة غاضبة .. جدا

مشاهدات




سحر النصراوي

 


يتحدث الجميع عما يظل ، يؤرقهم ، .. وأستمع . دون الخوض في أي تفاصيل أو الإطناب في وصف ما أحس به وأنا أستمع إليكم .. سأكتفي بالقول ، اكتفيت .. الحياة ، ليست لعبة نرد ، حتى تظل تنتحب على أطلالها و أن تشتكي قلة حظك ، قلة حيلتك ، أو ضعف إمكانياتك .

 

الحياة ، تجربة مجهدة و تتطلب كثيرا من السعي ، من العمل الدؤوب والمضني أحيانا ، وهكذا هي دائما ولن تتغير . الحياة ليست منصفة دائما وهذا بديهي ، لكنك لو تحليت ببعض الإيمان ، لأدركت كم أن الإله منصف . هو منصف حيث منحك كل أدوات العيش ، بدءا من الجسد ، الصحة ، العافية ، العقل ، المهارات ورزقك ، رغم كل الظروف ونجاك عند ألف مفترق . لكن تواكلك ورغبتك الدائمة في الحصول على ما هو أيسر ، هما ما يجعلانك فريسة دائمة للخذلان . لا تحضرني اليوم كل الأمثلة ، لكن واحدا منها على الأقل لا يغادر ذهني ، عالم الفيزياء الفلكية البريطاني ، Stephen Hawking,  والذي أعتبره أكبر مثال على النضال والتشبث بالحياة وتثمينها رغم ظروفه الصحية القاسية والتي كان العالم كله شاهدا عليها . في حين أن أشخاصا آخرين ، بأجساد سليمة وأذهان سليمة وإمكانيات لا نهائية واحتمالات كثيرة ممكنة ، يختارون وبكل بساطة العيش في ثوب الضحية .

 

في أماكن كثيرة من العالم اليوم ، يعيش الناس تحت وطأة الحروب ، التهجير ، الجوع ، التقتيل ، .. يعيشون بلا وطن ، بلا مأوى وفي ظروف إنسانية وصحية متردية ، أو منعدمة . شخصيا ، أستحي كثيرا وأذوب خجلا في حضرة هذا الاحتضار الكوني والمآسي الإنسانية  الكبرى من التذمر من الحياة أو عدم إنصافها.. بات ، التذمر ، اليوم و الإحساس الدائم بعدم الرضا و الانتحاب و ندب الحظ و الشكوى من أمراض موجودة و أخرى متوقعة و الإلحاح أحيانا في طلب الدعم المعنوي و المادي و الجسدي ، لمشاكل ، سأكتفي بالقول أنها مشاكل ترف و رفاهية نفسية في أغلبها ، ليست مشاكل حقيقية ، هي السمة الغالبة على طابع الحوارات و المحادثات اليوم .. شخصيا ، اكتفيت ، بل و أكثر من ذلك قررت ، قرارا لا رجعة فيه بمقاطعة ،

ضحايا الظروف المادية

ضحايا الظروف الاجتماعية

ضحايا الظروف النفسية

ضحايا الحظ العاثر 

ضحايا المؤامرات الكونية 

ضحايا الأمراض المتوقعة

ضحايا البراءة وحسن النية والطيبة ..

قرار ساري المفعول منذ تاريخه وفي ساعته

 

 



تعليقات

أحدث أقدم