أسألوا كتب التاريخ ...!

مشاهدات


ضرغام الدباغ



أقرأ وأسمع أحيانا ، من يحاول أن بسدد طعنة  ( بصرف النظر عن القصد ) ، بقوله أن العرب هي " أمة لا تقرأ " والحقيقة أن هذا غير صحيح البتة . وهو كلام ساذج مع احترامي لمن تفوه به. ويستند هذا النفر من الناس إلى أنهم (هم أو غيرهم) قد قالوا شيئا ولم يصغي لهم الناس ... فيقول نحن قلنا هذا قبل كذا سنة أو شهر، ولكن الناس لم يصغوا لنا . لهذا النفر وللناس جميعاً نقول : لاحظوا رجاء ، أن المكتبات مليئة بعشرات اللغات بملايين الكتب والمصادر ، أما المقالات فبمئات المليارات ، والأحاديث بالترليونات ، وحتى من هذا مثلاً، كتب : كيف تتعلم اللغة (الفلانية) بعشرة أيام ...! أو كيف تتعلم عزف العود بأسبوع ، ولو كان هذا صحيحاً لتعلم كل سكان الأرض اللغات ، أو عزف العود .. وهناك ملايين الكتب في علم الأقتصاد ولو يقرأها الناس لحسنوا من أداءهم الاقتصادي .... هناك من يقول أو يصرخ : " أنا قلت ولكنهم لم يسمعوني " والأخ لا يعلم أن مثله بالألاف من قال ونصح . هناك قول منسوب لوزير دفاع الصهاينة ، أنهم كانوا يستعدون لحرب 1967 ولكن العرب لا يقرأون ،  لا ... العرب يقرأون ولكن حرب  الصهاينة 1967 كانت مؤامرة دولية محكمة الخيوط والأوصال . كانت الولايات المتحدة وراءها ، وأنطلت على أطراف وقوى يعجبها أن تصدق ، وأخرى فاتها أن تصدق كيف تتآمر قوى عظمى ، ولا نستبعد وجود من تغافل عمداً ، وأخيراً.. المسألة برمتها أكبر وأبعد  من أن نصدق أو لا نصدق .

 

والعدو الصهيوني نفسه لا يقرأ ولا يصدق، فهناك كتب ومصادر توراتية تقول أن اليهود لا يحسنون إدارة دولة ..! هناك فلاسفة كبار يهود يقولون أن الكيان الصهيوني محكوم بالفناء، هناك قادة يهود، وحتى صهاينة يعترفون أن كيانهم لا ينام ليلة واحدة بأمان .. وهم فعلاً ليسوا بأمان ... هناك الكثير من المصادر الاسرائيلية وغالبيتهم من المثقفين ، تتحدث بجزع أن مصير الدولة اليهودية قد أقترب وليس بالضرورة بفعل المقاومة العربية، فالمقاومة ضرورية تقول لهم بما تبذله من تضحيات ،  " أرحلوا هذه ليست أرضكم "، فالقوة السياسية التي تحكم إسرائيل هي قوى يمينية رجعية مرتبطة عضويا وماديا بالرأسمالية والإمبريالية العالمية ومصيرها مرتبط بها، وستسقط معها . اليهودية ديانة ، ولا علاقة لها بالسياسة (تأسيس الدول عمل سياسي) ، أما الصهيونية فهي حزب سياسي صرف، وهناك حركات يهودية دينية  (أكثر من واحدة) تناضل ضد دولة إسرائيل وترفع شعارات أن الصهيونية حركة أجنبية مرتبطة بالرأسمالية العالمية سوف تدمر إسرائيل فداء لأطماع أميركا والدول الرأسمالية والسياسات المرتبطة بها. كما تدمرت أوكرانيا فداء للأطماع الغربية ...!  وأكثر من ذلك، قرأت في مقابلة صحفية (مع دير شبيغل الألمانية / 1982) لناحوم غولدمان رئيس المجلس الصهيوني الأعلى أنه قال بصراحة لبن غوريون عقب حرب حزيران  1967، " إياك أن تعتقد أنكم انتصرتم في حرب حزيران، هذه الحرب ستجر عليكم عداوة أبدية ، ونهاية لدولتكم التي أقمتموها خطأً في الموقع الخطأ ... فلسطين ". وبنصيحة ناحوم غولدمان (اليهودي الليتنواني) رئيس المجلس الصهيوني الأعلى، لديفيد بن غوريون (اليهودي البولوني) نكتشف إذن، أننا لسنا من لا يقرأ، بل أنهم من لا يقرأون ولا يسمعون، ولا يشاهدون .. الصهاينة أسسوا كياناً سياسياً عام 1948 (75 سنة) ليواجهوا مشاكل تهدد وجود هذا الكيان، هي مشملة برسم الحل .... أي حل .. هل عرفوا ثم تمكنوا من إيجاد الحل لهذه المشكلة ...؟ لا .. فشلوا في حلها سلماً وحرباً ودبلوماسية ، صرفوا أموال خيالية تكفي لبناء قارة في المحيط الهادئ ...!


كما الصهاينة ، كذلك الفرس ، فالفرس ونظام الملالي ، يعتقدون واهمين، أن تدخلهم هنا وهناك ، وإثارتهم المشاكل المزعجة .... يمكن أن يشيدون أمبراطورية في الخيال، نعم أنشطتهم مزعجة، وتكلف الخسائر، ولكنهم لن يخرجوا بنتيجة، ترى هل أستفادوا من الدروس ...؟ نشك في ذلك، معتقدين واهمين أن هذا يحقق لهم القوة والمنعة، ألم يتعضوا من حلفاءهم الصهاينة، الذين أسسوا كيانا مدعوم بقوة من الغرب عام 1948، إي منذ 75 عاماً، ولكنهم لم يناموا ليلة واحدة ملئ جفونهم .... ولا ليلة واحدة ... أفلا يتعضون ...! نحن نقرأ ونسمع ونشاهد، ولكننا حين نراهم متكالبين علينا، نصبر، وحين تنتهي المهلة التاريخية لجريمتهم وخطأهم ... سيحين وقت معالجة الخطأ بالطريقة الصحيحة . نحن أمة موجودة في التاريخ .... هنا .... هنا ... لمدة تزيد عن إثني عشرة ألف سنة ...  كيف ..؟ .. لماذا ...؟ 


نحيلكم للمكتبة لتقرأوا ... أسألوا كتب التاريخ ......... !

تعليقات

أحدث أقدم