مشاهدات
بقلم : عبد المنعم إسماعيل
قال تعالى : وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . سورة البقرة
المتابع لحركة التاريخ والقارئ للقرآن الكريم والفاهم لسنة التدافع بين الأنبياء والرسل من جانب وأتباع إبليس ورثة منهج أصحاب الجحيم من جانب آخر يستطيع بحول الله وقوته أن يفهم مجريات التاريخ وتحديات الواقع بل ويستشرف المستقبل ومن ثم يستطيع الوصول لما يجب عليه فعله مع الاستسلام المطلق لمراد الله رب العالمين الذي أمرنا وعلمنا سنة السببية الواجب على الأمة العمل بها وهنا نقول والله المستعان .
تاريخناً :
ورثنا نحن أهل الإسلام خير أمة أخرجت للناس أمة لها خصائص ربانية شاملة منها والله الموفق :
أولاً : منهج رباني جاء من عند الله ليس للبشر فيه إلا عبودية الاستسلام والقبول مع الحب واليقين والتصديق والعلم والإخلاص.
ثانياً : قائد يحمل هذا المنهج ورسول صلى الله عليه وسلم ترك لنا سنة محمدية صحيحة نقلها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هذا الجيل الذي صنع الفارق في أصر مراحل البناء للأمم حيث أسقط جاهليتين في القرن الأول بل في العقود الثلاثة الأول فارس والروم ونجح هذا الجيل في تحقيق معنى الأخوة الإيمانبة التي تجاوزت حدود اللغة والعرق واللون وصهرت الجميع في معنى كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله فلا جاهلية العرب القديمة لها فضل الناس ولا جاهلية الروم لها أسبقية الحكم ولا جاهلية الفرس لها حق الأقدمية الجهنمية البالية كل ذلك سقط تحت أقدام من يقولوا : جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
ثالثا : أمة إسلامية تجمع بين أطيافها عقول متعددة ومفاهيم متعاونة قد تختلف لكن لا تتنازع وإذا تنازعت احتكمت للكتاب والسنة وخرج من بينهم عام الجماعة لتنطلق الأمة تدفع ظلام الشرك وجاهلية الهند والصين فهذا محمد ابن إبراهيم الثقفي الذي فتح الديبل عام 95 هجرية وأدخل الامويون قلب قارة أسيا الإسلام ثم يمر التاريخ حتى بعجلة التدافع ليرث العباسيون المشهد ويسطرون حضارة عجيبة في أخلاقها الربانية والعلمية وهذا هارون الرشيد وبغداد يقودون الجيوش للحج عام وللغزو في سبيل الله عاماً آخر ليكون العثمانيون على موعد تحمل المسؤولية التاريخية ويقوموا بفتح القسطنطينية وتضميد جراج المسلمين بعد انتكاسة الإندلس عقب تمدد تيه الفكر الطائفي الذي ضرب البنيان المجتمعي لبلاد الأندلس فكانت رايات الطوائف 22 اثنان وعشرون طائفة تسقط واحدة تلو الأخرى نتيجة النظرة الجزئية الضيقة التي ما نجحت في جلب الإصلاح الذي كان يراه كل فريق لتكون المصيبة على الجميع تنتكس الأمة الأندلسية ويرفع الصليب راياته فوق غرناطة لتكون الجراح كما نراه في واقعنا المعاصر الأليم ومن المؤسف جداً أن المنظمة الإجرامية الأمم المتحدة الوريثة لأكذوبة سايكس بيكو عندما أرادوا تقسيم بلا العرب بعد أن اختاروا الرقم 22 تيمناً به لأنه كان الشؤم في هلاك بلاد الأندلس ويجب أن ندرك أن المؤسسة الجهنمية الشيطانية لا تتعجل كما يظن شباب الإسلام الذي يريد أن يصلي الفجر لمدة شهر والشهر الثاني يحرر القدس ويحكم بالشريعة ويرى كل شيء أمام عينية وإلا فيكون الصدام منهجه الاستهلاكي الذي لا ينفع الأمة بل يخدم مخططات الأعداء والله المستعان .
إن الكيان الجهنمي الوريث لمنظومة البغي الإبليسي المستدام في معركة الإضلال للأمة يعي ويدرك أزلية الصراع ولذا يزرع الفساد مائة عام من الزمان ولا يتعجل النتيجة لأنه يؤسس لفكر تغيير البوصلة العقلية لعقول الأجيال المعاصرة للغرب لا يفكر بعقلية الجماعات الإسلامية التي تأتي بشارب المخدرات أمس فتجعله يغتسل ثم يؤذن ثم يصلي بالناس ثم ينصح ويصبح منظراً لأنه يمتلك ثقافة تحميس الجماهير نحو التيه الذي يراه ديناً قويماً وصراطاً مستقيماً دون مراجعة من علماء ربانيين أو أهل خبرة ممن يدرسون التاريخ قربة لله رب العالمين وليس لحراسة رؤية حزبية أو للتوافق مع محددات جماعة إسلامية أريد لها أن تكون هي البديل للأمة الإسلامية وهذا اجتزاء مرفوض وإدخال للجمل في سم الخياط وصدام مع السنن الربانية التي حددت معايير الإنتصار للأمة الإسلامية لا لفصيل منها يسعى ليكون وكيلاً حصرياً ربما ينجح لفت جلب المظلوميات رغم حمله لجزء من الحق ولا ينجح في دفع عجلة التوافق مع السنن لأنه حريص على توظيف جزئية الحق لتكون بديلة للحق الشامل ومن ثم يمر الزمن ولا يكون تكرار الأزمات لأن الأمة عشقت تيه الحراسة لأهواء الأولياء ظننا منهم أن ذلك ينفع في الإنتصار على الأعداء ولكن هيهات .
ثالثاً : لقد ورثت الأمة الإسلامية ربانية الوسائل مثل ربانية المنهج فالغاية عند أهل الإسلام لا تبرر الوسيلة لذا استطاع أهل المكر استقطاب بعض العقول نحو الوسائل الكارثية توهماً منهم أن الأمر طالما يحقق الهدف فلا بأس وهذا دجل ثقافي يحقق هوس من يحمله بعيداً كل البعد عن طبيعة الإسلام وطبيعة المنهج الرباني وطبيعة الوسائل الربانية التي هي جزء من الدين وليست مستقلة عنه لا حجم النقير ولا القطمير .
واقعنا :
ورثت الأمة الزمان الذي نعيش وهذا الزمان ليس كلأ مباح لكل أصحاب المكر المجرمين وأصحاب الأهواء المعاندين ولا للأصدقاء العشوائيين ولا لصغار طلاب العلم الساعين للإنقلاب على علماء الأمة جرحاً أو توهماً بالتعديل ووالله لو أرادوا النصيحة لجلسوا عن أقدام سادتنا العلماء متأدبين فيما يرونه مخالفا لعقولهم فالخير كل الخير في الأدب من سادة العلم حملة السنة والسلفية المعاصرين والسابقين الذين يفهمون الدين والأمة بالمعنى الشامل لا بالمعنى الذي يجعل الأمة عبارة عن قطعان من الغنم الهائمة في الصحراء المتربص بها الثعالب الماكرة والذئاب المتربصة ومن ثم يحرص العقلاء من طلاب العلم والعوام من أمثالنا على أوقات المسلمين لأنه وعاء الإنتصار للدين والشريعة . إن الزمان ليس كلأ مباحاً لكل مهووس ينجح في التشغيب على الصالحين أو المصلحين من العلماء وليس وسيلة للسعي نحو استقطاب شباب متعجل للنصر فينجح في اشعال الفتن وتخريب الجهود وتعطيل قطار الدعوة دون فائدة إلا تحقيق هدف الذئاب المتربصة بالأمة العربية الإسلامية ليتم تكرار مشاهد الصراعات في دويلات الأندلس فلا استطاع الثائرون تحقيق النصر ولا نجحوا في الحفاظ على الأمصار فكانت الغلبة لجنود الصليب بعد تفرق الكتلة الصلبة للأمة تحت وهم الإصلاح وكثرة الرؤوس وتعدد الأهواء فهل يعيد التاريخ نفسه أم لعقلاء الأمة والعلماء موقفاً مشرفاً يستطيعوا من خلاله المدافعة والإصلاح للفساد الموجود مع الحفاظ على مكتسبات الأمة والدولة القائمة ؟
مستقبلنا :
هل ينجح علماء الأمة حراسة النواة الصلبة من التفكك الذي يسعى اليه ثعالب البيت الأبيض وذئاب باريس ولندن للعودة من جديد على أنغام الصراعات داخل كل دولة بين غربان الحمقى من زعماء أوهام الطائفية أو الحزبية أو هوس التكفير والتخريب والصدام ؟ إن شعوب الأمة الإسلامية بعمومها تعيش اليوم جملة من التحديات التي ضربت الأمة على ممر التاريخ . جيوش عبد الله بن سبأ اليهودي تسبح في بغداد والشام والقدس وهذه جيوش الروم تعيش الفساد في بلاد أفريقيا شمالها ووسطها وهذه جيوش المجوس تهدم في مساجد الهند وبورما .
مخططات التدمير تسعى لصرف الشباب عن الدين والسقوط في تيه التبعية والتغريب والعلمانية توهماً أن ذلك يرضي بني صليب ولن يكون إلا باتباع ملتهم وصدق القران الكريم إذ قال تعالى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِير . سورة البقرة
جيوش الطوائف دعاة الخراب تسعى لتمكين القبورية والباطنية والتشيع لتتفرق الأمة وتسقط في تيه التنازع والهلاك وهذه جيوش أهل الطعن في العلماء الذين يقومون بأخبث مهمة خدمية لبني صهيون وهي إسقاط علماء السنة السلفية بشكل خاص وعلماء الأمة بشكل عام ليكون الواقع رهن إشارة غربان الظل والأسماء الوهمية الموجودة على شبكة التواصل والإنترنت بعد النجاح الشؤم في اسقاط النووي وابن حجر والإلباني وابن عثيمين والحويني والمقدم والشيخ عطية صقر وعلماء الأزهر الكرام لا القبوريين ومحمد حسان ليكون البديل وهم الهوى وهوى الضلال المنشود الدفوع الأجر والمراد عند ذئاب البيت الأبيض أوثعالب لندن وباريس والله غالب على أمره وحينها لم يتم خلل قصر بل يتم حرق مصر بل أمصار بلاد المسلمين ليفرح الذئاب والثعلب ويكون المراد كما أراد مخطط الثالوث الشيطان واليهود وكنائس الصلبان .
الخلاصة :
نحن على يقين أن الاعداء يعملون انطلاقا من الرؤية الشيطانية لتحقيق الإضلال ومن الغباء مطالبة الشياطين أن يكونوا من زوار بيت الله الحرام العام القادم ولكننا نقدم الدعوة للمغيبين في تيه الجاهلية المعاصرة لعل الله أن يهديهم مع يقيننا الثابت في بقاء طرفي سنة التدافع عاملة طرف الحق الذي للباطل فيه وهو الاسلام الموروث يوم حجة الوداع في مقابل الباطل الذي لا حق فيه المنبثق من المناهج الجهنمية يهودية أو صليبية أو باطنية أو خمينية أو عبثية لتحقيق الفساد من أجل رؤية الدماء تسيل في بلاد المسلمين . نحن على بصيرة تامة بأن الواقع به أخطاء كارثية هذا لا خلاف على رفضنا لها وكذلك لسنا من دعاة صفرية المعركة داخل بلاد المسلمين بل نصبر وندعوا وندعوا وندعوا إلى تصحيح المسار حفاظا على النواة الصلبة للأمة والدولة من الانكسار لأننا نؤمن أنها إذا انكسرت فسوف تكون جاهلية كاملة المعالم حتى يأذن الله بمحمد بن عبد الله المهدي وهذا في علم الغيب الرباني فالاسلام علمنا حراسة الواقع الذي به تصان الحقوق والاعراض والدين قبل أن تكون مهلكة لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل .
إرسال تعليق