بَينَّ سَفاهة الدُنيا بالأرقام .. وكَرم الله .. إلىٰ أين"الشِيعّوي"ماضِّي ؟!

مشاهدات


د . سعد الدوري



في هذا المقال سنُحصّّي مِن خِلال إفتراضات رَقمية مُبسطّة - خَلاصة - حياة الإنسان- في الدُنيا - لِننكُز (الشيعوي) الذّي يَتمرّد علىٰ أحكام الخَالق وسنة نَبيّه العظيم (ﷺ).. لَعلهُ يَنتبِّه وَيعٌِي ويصحُّو مِن عَُنجهيتّه الفِكرية والطُقسيّة ..!!  بادئ بدء سنَفترِض في مقالنا هٰذا أنّ الإنموذج الذي يُمكن قُبُِوله كمُعدل مِثالي (لِعُمر الإنسان) الذي سَنحتسِبَّ "سنوات الإستهلاك" في حياته - هُو (60) عاماً !!  فإنْ بَدأنا  في إحصاء الوقت الذّي يَستغرقهُ الإنسان الطبيعي غير المُتطرف بالتزين و"التمكيج" يومياً ... مِن حيث ما يَصرِفهُ مِن وقت في قَص شعرّه وَ تقليمه وحِلاقته ..  وتقليم أظافره ، وغَسل الوََجه اليومي ، وتزّّين ذاته وتغيير مَلابسه ولِبس حِذاءه وتفريش أسنانه ..الخ .. فلنفترِض - تأخذ مِنهُ (60) دقيقة أي (ساعة) باليوم - هٰذا يعنّي أنهُ يَستهلِك مِن مجموع عُمره (الستون) - (سَنتين وخَمس شُهور) ..!؟ نعتقد هٰذا تقدير تَصغير وليس تَضخّيم - لو تَمعنّا بِبَشر اليوم كَم يَستغرِق مِن (ساعات) في تراتيب زِينته ..!! ثُمّ لو إحتسبنّا إستخدامه - للحمام لِغرض الإستحمام المألوف- التام - وَإستخدام "المَرافق الصِحية" تَستغرق مِنهُ (ساعة) أخرىٰ في اليوم .. أي أنّهُ يَقضّي في غضون شهر مامجموعهُ (30 ساعة) .. ليكون الزمن الكُلي المُستهلك علىٰ مَدار عُمرّه - (سنتين وَخمسة شهور) أُخرىٰ .. أما عن تناول الطعام والشراب إن تواضعنّا وإفترضنا أنه يََستغرق مِن الوَقت من أجلهما مُعدل (ساعة) أيضاً في اليوم .. وهو أقل ما يُمكن تقديرهُ لإفتراضّه في تناول ثلاث وَجبات .. فَتكُون قِيمة الوقت "المُستهلك" مِن العُمر كما في الإفتراض السابٌق أعلاه - أي أنهُ يَستهلك مِن عُمره كذلك (2,5 - سنتين ونصف) إضافية أُخرىٰ ..!!  ثُمّ إنْ إفترضنّا أنه (يَنام) ويسترخِي مُعدل (8) ساعات يومياً ليس أكثر .. وِفق التقديرات والدِراسات الطبية والإنسانية - فسيكون مَجموع قِيمة ما يستغرِقهُ في (النوم والإسترخاء) من زمن عّمره (الستين) = 172,800 ساعة - أي (20) سَنّة (نوم وإسترخاء) .!! لو اضفنا (10) أيام في السنة للحالات الطوارئ كالإرهاق المفاجئ و (والوعَكات) الخَفيفة كالزكام وأمثاله ومُراجعة الطبيب وٕسِواه .. سيكون مجموع الزمن المُستهلك من (عمره) عندها (سنة وستة شهور) .!  تذّكر ياسيدي القارئ وسيدتي القارئة - إننا مازِلنا لم نَحتِسب "عمر الطفولة " التي لا يَدرُك فيها الإنسان شيئا .. وفِصالهُ يَستغرقُ كما قال الله تعالى في كتابه العزيز - ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) .. أي أن ما يستهلك من عمره (2) سنتين أُخريتين لا يفقّه فيهما شيئاً ..!! لو ذهبنًا لِنفترض أن الإنسان سَيشقىٰ بين الدراسة والتعلم ونَيل الخِبرّة والعمل اليومي - كما يقول الله تعالىٰ - ﴿لقد خلقنا الانسان في كبد﴾.... قال- (إبن عباس رض) -  في قولِهِ هٰذا ، إن الله خلق الانسان وهُو يُكابد أمر الدُنيا والآخرة .. وإتفق المُفسرِون أن "الكبد" هي - (المَشقّة) - التي يُعاني مِنها الإنسان مُنذ أول ذرّة هواء تتنفسهُ رئتيه ..! بَعد هٰذا - لو نُعطِّي تقدير ساعات (المُكابدّة) -(6)- ساعات يومياً  لانعتقد هناك مَنْ يعترض هٰذا التقدير المُبسط ..  فيكون مَجموع ما يُكابدهُ الإنسان خلال (60) عاماً التي يعيشها (15) سنة (مُكابدّة صافية) ..!! 

 

والآن لو نَقُوم بِجمع الأرقام أعلاه فقط 2,5+2,5+2,50+20+1,6+2+15 = 46,6 (سنة وستة شهور) مِن عُمر الإنسان الطَبيعي مُستهلكة لِقضاء "حاجاته الطبيعية" التي جُبلّ عليها سُلوكياً .. وما يَتبقىٰ مِن (الستون عاماً) المحسُوبة عَليه هو أقل مِن (14 سنّة) ..! أترون ياقُراءنا الأعزاء - كَم سنّة ستُصفىٰ بالنتيجة مِن عّمر إنسان يَعيش ستون عاماً ..!!  قال تعالىٰ لينُبِّهنا -﴿وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغُرورِ﴾ .. وقوله تعالى عَن الحياة الحقيقية - ﴿إنّ الدارَ الآخرةَ لهيَ الحيوانُ لو كانُوا يَعلمونَ﴾ ..! لا تنسىٰ يا سيدي الإنسان - كل هٰذه سنوات العَيش التي تَعيشَها (14 سنّة) مِن الستين عاماً .. هي لا تعنِّي حتىٰ لو إزدادت رقماً وإنْ عِشت (ألف عام) ، كما في مثال عمر (النبّي نوح عليه الصلاة والسلام) - حِينمّا حَضرّه الموت - كان فِي "موقع حِرورّة" تحت "أشعة الشمس" - فإنتقل إلى مكان فيه ظِل - فسأله (جبرائيل-ع) كَيف وَجَدت الدُنيا يا (نبّي نوح) وأنت قَضّيَت من العمر - ألف عام - أجابَ النبّي (النوح) - قائلاً - (( كإنتقالتي بَينَّ الحُرورًة والظِلِّ )) ..! فأيما عِشت - فالمّعادلة واحدة - هُناك ما يُقطع ويَقتطع أزمان عّمرك أجزاءاً - حتماً ..!! لو نُذكِر أنفُسنّا أن بِضعة سَاعات مِن (السَفر) مُتواصِلة - علىٰ سبيل المثال - قَد تَجعلك تَحت ضَغط مَشاعِر "نوعية السَفر" وِفق أسبابها ودوافِعها .. فإن كان مِن أجل "المُتعّة والتَنزّه" تشعُر باِلمسرّة رُغم التعب والإرهاق .. وإن كُنت في مُشكلة ما لِتلحَق طارئ لعزيز خَبروك عنه توفىٰ .. سَتعيش مَشاعر مَشقّة وألم وإجهاد وطول ساعات السَفر تتوسل نِهايتها ... وكِلتا المَشاعر مَحال لَهُما أن تَدُوما حَالّ تغيير ظروف (المكان والزمان) مَع وجُود الفواصِل الزمنية الحَياتية (مِن النوم والطعام والإغتسال و و و التي ذَكرنّاها سابقاً) .. والتي ستُقاطع "زمن السُفرة" لُتُنسِّيك كُل ما كُنت تَحٌسّهّ وتلمسَّهُ وتَشعُر بِه (عِلم اليقيّن وعَين اليَقيّن وحَق اليقيّن جَمعاً وفي آنٍ واحد)-(بايولوجياً، فيزياوياً، ومَعنوياً) - وتُنسيك علىٰ عَجلٍّ ..  لِذا حِينمّا يَكبّر الإنسان وَيَتقدم في العُمر وتَقِّل مَلاهِيّه - يُصاب بِدهشّة (قُصرَّ العُمر) .. وكأنّه في لحظات الساعة التي فِيها .. وما مضىٰ كانَّ حُلماً ..!! لأنّهُ يُلامس لحظات الجُزء الآني .. وَلَيست الأجزاء الأخرىٰ إلا كَطيف مَر .. لا يُمكن إصطيادها بِاللمّس مُطلقاً .. فإن عَاش ( 1000 عام ) أو (60) عاماً - تكُون سَاعاتها (مُتقطعة) غَير متواصِلة - فبَينها كُل تِلك الحَقائق القائمّة التي ذكرنّاها سلفاً .. وتَستهلِّك سَنوات عُمرِّه .. والتي بَينّاها في أرقام مُفترضّة مُبسطة في المَقال .. من دونِّ مُبالغة ولا تَضخِيم ..!!  أنّ العِبرّة مِن كُل ما سَعينّا إليه في المقال لَيست هٰذه (الحِسابات) .. إنما لِتكُون هٰذه الحِسابات سَنداً لِغايتنّا الأساسية الإنسانية الروحية - وهي عِبادة الله ، ولِنُبين لِلبعض مِن البَشر مَدىٰ سُخفِّه وَسَفاهتِّه في فِهّم مَعنىٰ الحَياة .. وَكَي يَجعلها - تَخدٌّم كَيفيّة ضُرورة تَشغيل إدراكهُ الحِسِّي لِدار البَقاء ..! ومِنهُم مَنْ يَصِّر علىٰ القِيام بِفعال باطِلّة ومُنكرّة والكِذب والإحتيال والجريمّة والنِفاق .... وسوء القولِ والفِعال .. ومُغضِّبة لله تعالىٰ ..!! فمٰاذا لو أنّهُ عاشَ (عُمره الصافي) بِتواصل فيا تُرى كَم كَان يَتجبَّر وَيَطغِّي ويَستبِّد ..! أو قُل حتىٰ لو عاش بِتواصل ذٰلك ما صفىٰ وَ تبقىٰ مِن مَجمُوع حَياته وَمِن خالِص عُمره (14 سنة) .!! 

 

مِن بين كُل هٰذه (الحَقائق الرَقمية الإفتراضية المُبسطًة) - علينا أن ندرُك - عظمّة ورحمّة الله سُبحانّهُ تعالىٰ ، وهو قَد فضَلَّ الإنسان على بَقيّة خَلقه في قَولِه تعالىٰ ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ ..! لكن علينا أن نَعقل- مُقابل مٰاذا - يُريدهُ الله مِنا ..؟! يقول تعالىٰ - ﴿وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ .. أي أنَّ سُبحانه إستخلّفَ البَشر إستخلافاً عامّاً .. أي قُبول الله (تَسيدّهُ) علىٰ الطبيعة في الأرض , بما عَليها مِن مخلوقاتٍ وجماداتٍ ، وما في باطنّها .!! كي يرىٰ سُبحانّهُ تعالىٰ مَنْ مِن عِباده سَيحمدّه ويشكرّه .. ومنْ مِنهم يتمرّد ويتبع الشيطان ويكُفرّ - والله  يقول في كتابه ﴿وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ..!  مَع كُل الذّي وهبّ وأكرّم الله الإنسان - فماذا  لو إفترضنّا - أنّهُ لو صَرف - نَقصُد المُسلم العاقل - جُهداً بَسيطاً في ذِكر الله والصَلاة بِمُعدل (ساعتين) في (اليوم) - علىٰ سبيل المثال - كعِبادّة إعتيادية غَير مُجهدّة ومُرهِقة .! أي أن يَقضّي خِلال شهر واحِد (60 ساعة) - فَستكون المُدة المُستهلكة مِنهّ في عِبادة الله (5 سنوات) - علىٰ مدىٰ طِوال عُمره (الستون عاماً) .. أي ما يُوازي الزَمن المُستهلك في الطعام و تِلك الفترة الزمنية التي يَستهلكهُا في الأمور العَادِية الكَمالية الروتينية .!!  في حِين أن ما يصرِفهُ مِن مجموع الزَمن الذي يَستغرِقُهُ ويستهلكهُ في "النوم والمكابدة" .. يُعادل أضعافاً عِدّة مِن الزمن الذي يُقضيه في عِبادة الله الخالق الدَيّان طوال حَياته لو عاش (ستون عاماً) المُفترضة في المقال ..!! فَتصور ياسيدي القارئ وسيدتي القارئة - كَم كريمٌ هٰذا ربّنا مع عَبده (بَنّي آدم) وسخيٌّ ورحَيم .. وكم (بنو آدم) بُخلاء مَع الله .!؟ مِن هُنا علينّا أن نَدرّك عُمق مَعنىٰ كيف أنّ الله - (أكرم الأكرمين) - وَفَضَّلنا علىٰ ملائكته وجَميع خَلائقه ولنكُون فوق كُل هٰذا - خَليفتهُ علىٰ الأرض .. مّقابِل عبادّة لا تَستغرق مِن مٓجمل أعمارِنا (إلا قليل القَليل) ، ويُجازينّا ويَمنحنّا بها مَساكن طيبة في جَنات عَرضها السَموات والأرض ..!! كُل هٰذا - وهُناك مِن البَشَر القَبيح يَتمرَّد علىٰ سّبحانّهُ الذي خَلقه وسَواه وأكرمّه ..؟! فكيف بِك أنت بِالذات أيها - "الشيعَّوِي" - هل حَسِبت كَم تَقضّيهَا في ( العاشوريات واللطميات والتَشابِيه الزائفة والباطلة والقِرايات ... و"رِكضة الطويرج" و"الفستوگيات" المُصاحٌبة "للطقوس الشيطانية" - التي لَم يَقرَّها الله عَليك لا في كتاب ولا سُنة .. و إنْ تؤديها .. هي تَعبير عَن جُحدك وَمَعصيّتك لله والإشراك بِه ..! بالطبع ومِن المؤكد أنتَ أدرىٰ مِن سِواك بما تُبذِّر من عمرك سُدىً وهباء في(الأباطيل) .. فَعليك أنْ تُحصِّيها بِدقة , وتُحاسِب نَفسك قبل فَوات الآوان ..! وتَتعقل وَأنت تَحتسِبَّها جَميعاً - لِتعرّف - كَم زمناً مِن عُمرك تَستهلكك في عَبث .. مِن دُون أنْ يقُودّك نَحو التَقرب إلىٰ الله (جَلَّ جَلاله) شيئا .. بل يُبعدَّك عَن الله الخَالق وعَن طاعتِه .. في حِين سُبحانّه - إختزلَها ويُسرّها لَك مِن دُون عُسر - (بِزمن قليل) مِن عُمرك أيها العبد - تقضِّيهَا عِبادة سَليمة غَير مُجهدّة ومَشوبّة - وطبيعية - لتكون مِن أهل الجنّة بإذنه تعالىٰ .. ولا تَنسىٰ سُبحانّه يُكثِف مِن الأعمال الحسنّة أضعافاً وأضعاف .. فأنظر كرمَّهُ إليك فإستغل نَصيبك - كما قال عزّوجَل ﴿ وابتغِ فيما آتاكَ اللهُ الدارَ الآخرةَ ولا تَنسَ نَصيبكَ مِنَ الدنيا) ... فَعلاما أنت تَرمِي بِنفسك في "التهلُكة" - هل خَلقك الله بِعبّث لِتعبَّث - وتَتبّع - "الكُلينُّي" .. و"الطوسِّي" أو "خُمينّي" أم "خامئنّي" أم "السيستاني" والحَكيم وَوِلدّه) وأمثالهم الكَثيرون الذين صارُوا يَتكاثرّوا "كَصراصِّر البلالِيع" ..! علاما يا سيدي يا (مُحِب علي) تَستهلِك أزمان عُمرك من أجلهِّم .. وليس مِن أجل الله .. ورّسالته ونبيّه وكُل مَن صَاحبهم وأحبهُم وَصاهَرهُم (علي) !! عَلاما أنتَ ذاهب في طريق - الإعوجاج والتمرّد والتنمُّر علىٰ أحكام رَبِّك .. وتهجُر سُنة نبيه المصطفىٰ (ﷺ) .. قال تعالىٰ - ﴿وذِرِ الذينَ إتّخذُوا دينَهم لَعِبًا ولهوًا وغرّتهُمُ الحياةُ الدنيا)...فإذن إحتسِّب أيها ( الشِيعوي) وأيّا كُنت أنت الآخر الذي تُواكِب ذات المَسار المُشابه المُتطابِق - إحتسِّب وَقُم وأحصِّي - كَم تَستهلِك مِن زَمن العُمر الذّي وَهبّك الله تعالىٰ - بِمٰا تَتبع وَتَفعل وتُسفِّه ..؟! إحصِّي وإحتَسِب -أين أنتَ ماضي ..؟! ثّمَّ مِن بَعد عُدْ إلينا لِتتنكَّر لِمقالنا هٰذا ... أوَ تطعنّهُ إن كان خارِج "الحق" أو مَعه ومِن صُلبٌِه .!!

تعليقات

أحدث أقدم