البصر أم البصيرة

مشاهدات




بقلم : صباح الزهيري

 

 كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ..... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه . 

 

لازال هذا البيت الشعري لبشار بن برد يراود خيالي مذ كان مقررا علينا في الدراسة المتوسطة , خاصة حين شرح لنا المدرس ان الشاعر ولد بصيرا....وكان تساؤلي هوكيف يشبه لنا صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة وشدته بحيث أضحى النهار ظلاما وأن الشرر المتساقط من أرتطام السيوف ببعضها أشبه بالليل الذي تتساقط فيه النجوم من السماء وهو أعمى ؟

 

تسنى لي بعد حين أن أقرأ حديث الأربعاء لطه حسين ووجدته أكثر أندهاشا مني بشاعرية بشار , وخصوصا ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ الذي ﺟﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻏﺮﺿﻪ (ﺍﻟﻮﺻﻒ ) ، ويسهب طه حسين الضرير أيضا وفي عدة صفحات شرح هذا البيت وجمالية الوصف فيه أذا كان شاعره مبصرا فكيف الحال وصاحبنا كفيف ؟ وكيف عالج ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﺨﻴﻠﻴﺔ بأن ﻟﻤﻌﺎﻥﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻴﻞ !وﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ نهارا وكأنها في ﻭﺳﻂ ظلمة ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ! ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﺖ ﺭﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺭﻭﻉ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﺖ ﻟﺒﺸﺎﺭ ﺑﻦ ﺑﺮﺩ، كما يقول طه حسين وأنه كان ﻭﺻﻔًﺎ ﻓﺎﻕ ﺑﻪ كل ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺮ ﻭﺭﺃﻯ .

تعليقات

أحدث أقدم