خالد ابو الروس
كاتب وصحفي مصري
أضحى العراق بعد الرئيس الراحل صدام حسين في أزمة حقيقية وظهرت الانقسامات في الشارع بين طائفي وعرقي والذي كان سنوات طويلة لا يعرفها و تفرعت الانقسامات إلى أحلام وأطماع البعض الى تقسيمه ومع طلوع صباح كل عيد أضحى تتجدد ذكرى إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين ، والرئيس الخامس للعراق، الذى تولى منصبه منذ العام 1979 حتى 2003 ليزداد الجرح من استشهاده على يد الإحتلال . في ذلك الحين أصيب الشارع العربي بصدمة وخيم الحزن على جميع الشعوب العربية وشاهدنا ما شاهدنا في ذلك اليوم من بعض دعاة الحرية والديمقراطية في بعض البلاد يهللون بذلك النصر وللأسف هناك بعض العراقيين كان رد فعلهم على تلك الجريمة أن هللوا ونظموا التظاهرات التي تجوب شوارع بغداد على التخلص من حكم الرئيس الراحل صدام .
وتدور الأيام وييكي هؤلاء الآن على العراق بعد إحتلال أمريكا للبلاد وفقد المواطن الأمان مما يحدث في بلاد . ثم جاء العملاء في ثوب المصلحين ورفعوا راية الإسلام والخلافة ويفقد الشعب العراقي الآلاف من أبنائه بين شهيد ولاجئ في البلاد العربية وتحت شعار الخلافة الإسلامية أصبحت بناتنا سبايا لهؤلاء الدواعش ليزداد الجرح. في نفس الطريق يأتي الحشد الشيعي وميليشيات مقتدي الصدر لتكمل مسلسل إنهيار العراق - صدام الذي كان موحد تحت راية واحدة لا فرق فيه بين طائفة وأخرى ولا مذهب وآخر وتكمل هذه التيارات مسلسل معاناة المواطنين في العراق الشقيقة وتشرد الآلاف . ومع وجود حكومة موالية للاستعمار في العراق تزداد المعاناة أيضا على المواطن وأصبحت المعاناة يأن منها الجبال وتراجع دخل الفرد بعد أن كان العراق يمنح ويضمن بعض البلاد العربية في ديونها ولك أن تتخيل أن ثروات العراق النفطية تنهب كل يوم ولم يقف الأمر عند ذلك بل وصل الأمر إلى سرقة تراث وحضارة العراق حيث نشرت بعض الصحف خبرا عن وجود أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية في متحف بالولايات المتحدة الأمريكية . وبعد أن كان الجيش العراقي في وقت من الأوقات مصدر فخر لكل عربي ، لأنه كان يقارن بأعظم القوى العسكرية في العالم ، ومع الإحتلال الأمريكى ، تم حل الجيش ، والذي يبلغ قوام جنوده الآن على أقصى التقديرات 30 ألف مقاتل وفقدت الأمة العربية جيشاً عظيما لتعود مع هذا الفقد إلى الخلف ونبكي على العراق مرات كثيرة .
ومع تراجع الجيش العراقي أصبحت الحدود مهددة واغتنم المقاتلون الأكراد هذه الفرصة للسيطرة على مناطق متنازع عليها مع الحكومة الفيدرالية، ويسعى الأكراد حاليا إلى ضم هذه المناطق إلى إقليمهم، والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان أحد يجرؤ على فعل ذلك وقت حكم الرئيس الشهيد؟ . ولم يقف الحد عند ذلك نجد استغلال بعض الدول المجاورة للعراق ذلك وعلى رأسهم إيران تسعى في البلاد فسادا وتمول الحركات الموالية لها ولتنتقم من العراق بعد أن ذلها صدام حسين في حرب الثماني سنوات التي دفعت فيها القوات الإيرانية أثمان باهظة من جراء وقوفها أمام الجيش العراقي . كثرت المؤامرات على العراق من كل جانب ولم تجد بغداد معين لها سوى بعض الوطنيين المنتمين إلى حزب البعث والذي لم تسلم كوادره من سجون الاحتلال والعملاء لها واستقطاب بعض كوادره وتغيير منهجهم الذي كان يرفع شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " لينضموا إلي صفوف أخرى تخون وتلقي بالاتهامات على قيادات حملة لواء الوطن . خاب سعي الاستعمار الأمريكية حتى وان كانت الصورة تظهر مغايرة ففي العراق هناك ابطال نذروا أنفسهم من أجل عودة البلاد إلي استقلالها ومحيطها العربي والمجد للشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من اجل العراق .
إرسال تعليق