فاطمة المزروعي
المقارنات المستمرة مع الآخرين لا تجلب سوى الأفكار السلبية، ذلك أن المقارنة علامة على ضعف تقدير الذات، حيث يشعر كل فرد أنه أرفع مقاماً وأسمى منزلة وكفاءة، فيصبح هم الكثيرين أن يكونوا أعلى ممن حولهم، فتراهم يعيشون حالة توتر وقلق مستمر خوفاً من فقدان مناصبهم أو مكانتهم، البعض ممن يريدون أن يكونوا الأفضل تراهم يتصيدون الأخطاء ويحقدون وقد يؤذون أنفسهم وغيرهم بالمكائد والغيرة، المنافسة والقتال والمقاومة كلها قد تبدو ودية في الظاهر ولكن هناك حروب خفية تحدث تحت مسمى «أفضل من الآخرين»، لذلك تذكر أنك خلقت حتى تبدع وليس أن تنافس وتدخل في صراعات خفية، أحد الحكماء يقول «أنا مع نفسي ولست ضد أي شخص».
التنافس وإن كان ضرورياً في الحياة بسبب طبيعة العالم التي تغيرت فأصبح الجميع يريد الوصول إلى التفوق والتميز بأي طريقة، ولكن ثق أن هذه المنافسة سوف تجعلك تكتشف مع الوقت أنها مجرد تقليد ومحاكاة لا قيمة له، والشخص الذي يريد التنافس يشعر دائماً بأنه أقل من الآخرين ويريد أن يثبت لهم العكس، إنه يناضل من أجل التفوق على هؤلاء الذين أعلى منه، لذلك الأشخاص الذين يعتمدون على أنفسهم ولديهم المزيد من الثقة والاطلاع والمعرفة لا يحتاجون لتلك المنافسات السخيفة والغبية التي تستهلك وقتهم وقوتهم وحياتهم، إنك لا تحتاج لمقارنة نفسك مع الآخرين ولا التميز والتفوق من أجلهم، المنافسة الوحيدة هي أن تصبح متميزاً ومتفوقاً من أجلك، أن تؤمن بقدراتك وقوتك وإمكانياتك، إن حالة المقارنة التي ندخل أنفسنا فيها مع الآخرين، سواء في نجاحهم الوظيفي أم تفوقهم التعليمي أم ثرائهم المادي أم حتى استقرارهم الاجتماعي، سوف تدخلنا في دوامة السقوط، لذلك توقف عن مراقبة الآخرين وانشغل بتطوير نفسك، اطمح أن تكون أفضل من نفسك سابقاً، فالعقول تصغر عندما تنشغل بالآخرين وتكبر عندما تنشغل بذاتها .
إرسال تعليق