( سطحية وقشور )

مشاهدات



بقلم : سعد أحمد الكبيسي 


لقد كشفت لنا شبكات التواصل الاجتماعي مدى سطحية بعض الاشخاص من خلال منشوراتهم  وتعليقاتهم وردودهم على بعض القضايا التي تطرح على تلك المواقع فبمجرد ان يُنشر موضوع مهما كان حجمه الاجتماعي وخطره الشرعي تجدهم يخوضون ويلعبون وينبزون ويلمزون غير مبالين بموقفهم  يوم القيامة واي ضرر احدثوه في الدنيا للناس والمجتمع وهؤلاء هم رؤوس الفتنة ومثيروها . لقد قاست شبكات التواصل الاجتماعي  مدى  مقدرتنا على التعايش مع بعضنا  وكانت النتيجة فداحة فشلنا فتجد احدهم يكون قديساً في مكان وشيطاناً في مكان آخر ! 

 

وتعالو احدثكم عن بعض تلك النماذج التي اعرفها حق المعرفة افعالهم التي يندى لها الجبين وهم ممن يخوض في كل حدث وكل قضية . أعرف شخصاً من هولاء يصلي دائما في المسجد واحيانا اراه امامي يقف في الصف الاول  هذا  الرجل أعرفه جيدا واعرف اهله فهو قاطع لرحمه لا يحبهم ولا يصلهم . وأعرف شخصاً يستخدم السواك كثيراً وعليه دين مبلغ من المال  لم يؤده لصاحبه  منذ سنوات رغم أنه يُنفق بعض ماله على كماليات ليس لها اي داعي مثل ابتسامة هوليود وزراعة الشعر وتنظيف بشرته ياحبيبي سداد أموال الناس أولى من كل عمليات التجميل ! ومدير مستشفى دائما يتحدث عن الانسانية وان الطب رسالة رحمة ، منذ فترة عاقب طاقم قسم الطوارئ بأطبائه وممرضيه ومحاسبه لأنهم عالجوا عجوزاً تبين لاحقاً أنها لا تملك ثمن الكشفية ، ولا نقدا يسدد كلفة علاجها !

 

هؤلاء كما وصفهم احد الكتاب التزامٌ فارغ ، وطقوسٌ بلا روح ، كعجوزٍ في التسعين من عمرها في ثوبِ عروس !

 

وأنت لا تكن ألأم الجميع ! 

حين تصلك فضيحة أحد دعها تقف عندك، إن الستر على الناس عبادة ، وقد قال أبو بكر : لو لم أجد غير ثوبي لأستر به العاصي لسترته به ! متى تنتهي الإساءات والفضائح ما دام كل واحد منا سينشر ما يصله منها على جناح السرعة !


يقول الشيخ علي الطنطاوي 

كلنا مثقوبون بالعيوب ولولا رداء من الله اسمه الستر لكسرت أعناقنا خجلاً !

 

ان الله تعالى يحب الستر على الأعراض وإن فرط  بها أهلها، ومن سَتَرَ سُتِرَ، ومن تتبع  عورات الناس تتبع الله عورته، ومن عير  أحداً بمعصيةٍ في الغالب لا يموت حتى يقترف مثلها ! نحن في نهاية المطاف بشر، فينا نزوات وطباع إنسانية لا نستطيع أن نخرج منها، ولكن الحل لم يكن يومًا أن نستسلم لها لأنها كامنة فينا، وإنما الحل في أن نسيطر عليها بدل أن تسيطر علينا، ونقودها بدل أن تقودنا، فإن النفس البشرية فرس جامحة ، فهنيئًا لمن روّض نفسه ! 


تعليقات

أحدث أقدم