تتوارد الأنباء حول حملة عسكرية يمكن أن تشنّها الأردن لحماية أمنها الوطني على طول الحدود السورية -الأردنية ، في ظل تزايد عمليات تهريب المخدرات على هذه الحدود، واتهام النظام في سوريا بالضلوع بها، في وقت يستمر فيه الحراك الشعبي والمظاهرات في الجنوب السوري وفي السويداء بشكل خاصّ . في حين تتخذت السلطات السورية وروسيا وضعية الصامت حول هذا الحراك .
س: في مقابلتنا في العام الماضي أخبرتنا بأنك لا تستبعد قيام الأردن بعملية عسكرية على الحدود السورية الأردنية، في حال تهديد أمنها، والآن تتوارد أنباء عن إغلاق معبر نصيب والقيام بعملية عسكرية بمشاركة الولايات المتحدة، أهدافها استئصال خطر المخدرات بالدرجة الأولى ، وإبعاد إيران بالدرجة الثانية، وربما يكون هناك أهداف أخرى. هل لديكم معلومات أو تأكيدات لهذه الأنباء، وفي حال إغلاق معبر نصيب، هل يكون ذلك مؤشر تأكيد على بدء هذه العملية؟
ج: لا زلت لا أستبعد أن تقوم الأردن بعملية عسكرية على طول الحدود الأردنية السورية، في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه، وتداعياتها على زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن.
وأعيد التأكيد هنا على أنه من حق الأردن اتخاذ أشد الإجراءات صرامة لحماية أمنها، ومنع عمليات تهريب المخدرات وغيرها من الانتهاكات. وقد تضطر أثناء ملاحقة مجموعات وعصابات التهريب إلى استخدام بعض الوسائل لتصفيتهم داخل الأراضي السورية.
إلا أن مشاركة الأردن في عمليات عسكرية مع القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا بشكل غير شرعي، هو أمر غير وارد، وإنما قد تشارك بمناورات مشتركة داخل حدود الأردن مع القوات المتواجدة في الأردن، وليس خافياً على أحد وجود قاعدة عسكرية جوية أمريكية في الأردن.
س: ما هو موقف روسيا من هذه الأنباء عن العملية العسكرية إن تمت ؟ وهل هناك تواصل وتنسيق بين روسيا والأردن و /أو إسرائيل ، بما يخص الوضع الأمني في الجنوب السوري هناك اتهامات كبيرة للسلطات السورية بالإشراف على تجارة المخدرات ، كيف يمكن للسلطات السورية المشاركة في الحل وهي جوهر المشكلة؟ وما هي برأيكم الاجراءات التي ستتخذها موسكو لمساعدة الأردن في هذا المسار أم أن الأمر لا يعني موسكو؟
ج: روسيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، والأردن لها كامل الحق في التصرف كما تستلزم متطلبات الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وروسيا تتفهم ذلك تماماً. وهناك اتصالات مستمرة على مختلف الأصعدة بين روسيا والأردن فيما يخص الوضع الأمني، وما يمكن أن نسميه انفلاتاً أمنياً في عدد من مناطق الجنوب السوري . وبحسب معرفتي فإن الأردن تقدر الدور الذي تقوم به روسيا من خلال نظام التهدئة ، وعدم حدوث صدامات عسكرية في الجنوب السوري، لا سيما في درعا وحوران عامة. ويكمن الحل في اتفاق السوريون فيما بينهم ، وبدء عملية الانتقال السياسي السلمي في سوريا، نحو نظام جديد يشارك فيه جميع السوريين . وعندها فقط ستتمكن السلطات السورية الجديدة من إدارة جميع مناطق الأراضي السورية، خاصة الحدود، وتقوم بواجبها في مكافحة تهريب المخدرات وغيرها من البضائع .
س: هل فشلت الوساطة الروسية بين تركيا والنظام السوري؟ وما هي أدوات روسيا لإجبار الأسد لاتخاذ مواقف أكثر مرونة تجاه شعبه أولا، ودول الجوار ثانياً ؟
ج: تصطدم جهود روسيا ومجموعة أستانا الآن، مع شديد الأسف، بتعنت من قبل النظام في دمشق وليس فقط فيما يخص تطبيع العلاقات السورية التركية، بل وفي غيرها من القضايا الأخرى، بدءاً من الحوار الفعلي بين النظام والمعارضة، أو فيما يخص إحداث أي تقدم في عمل اللجنة الدستورية أو قضايا اللاجئين. والسؤال اليوم، وبعد أن وصلت الأوضاع المعيشية في سوريا إلى هذا المستوى المتدني، بل الكارثي، هو : ما الذي لا زال النظام في دمشق يراهن عليه، هل يريد أن يموت الشعب السوري بأكمله؟
س: هل ترى بأن هناك فرصة للنظام من أجل المشاركة في إنقاذ الوضع في سوريا ؟ وما هي الجهود التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع المعيشي في البلاد؟
ج : أرى أنه لا زالت هناك فرصة وحيدة للنظام في دمشق تسمح له بالمشاركة في إنقاذ سوريا وشعبها، وهي بالتجاوب الفوري مع ما سيسفر عنه اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في نيويورك ، ويبدأ المبادرة والتجاوب مع كل الجهود التي بذلت في اجتماعات جنيف وأستانا وأهمها اليوم تسوية العلاقات مع تركيا دون أي شروط ، لأن عودة العلاقات مع تركيا اليوم هي مفتاح بداية وقف التدهور المعيشي في سوريا .
مقابلة خاصّة لدرعا 24 مع السيّد “رامي الشاعر”
إرسال تعليق