الشَرَف وَالغيرَة

مشاهدات



مَحمود الجاف 


الشرَف : هو صفة تُقَيِم مُستوى الفَرد ومَدى ثقَة الناس بهِ بناءاً على سلوكهُ وأحياناً نسبهُ وفي تلك الحالة تصفُ مَدى النُبُل الذي يَتمتعُ به إجتماعياً . أو هُو الدفاع عَن حَق المُستضعفين إقتصادياً أو إجتماعياً أو جِنسياً أو عَقائدياً أو سياسياً أو عِرقياً بِشرط أن تكون صادقاً إيماناً مِنك بحَق الجَميع في الحَياة الحُرة الكَريمَة وَالعادلَة . ويُعدُ من الأخلاق الحَميدة ويُستدلُ به على نَقاء السَريرة والأمانة المادية والأخلاقية وأيضاً البُعد عن الأفعال الآثِمَة أو التي يُجَرمُها المُجتمع كَالسَرقة والإغتصاب والقتل والسَلب والنَهب وإن كانَت تختلف من مُجتمع لآخر ومن ثَقافة إلى أخرى . 

 

إنخفضَت قيمَتهُ بشكل مَلحوظ لدى العَديد من الأمَم للأسف حَتى بات الكَثيرون يَعرضون بَناتهُم وَزوجاتهُم في الطُرقات . تُركَ الدين والإلتزام بهِ فهِمنا ذلك ... أينَ غَيرتكُم على أعراضكُم وأينَ مَسؤوليتكُم عن الأمانة فالطفلَة والزَوجة أنت مَسؤول عنهُما أمامَ الله ثُم إن النتيجة هو انحراف المُجتمع والسُلوك العام وفشل الجيل بالكامل فهذه الأزياء تؤثر سلباً في الجنسين ولهذا قال صلى الله عليه وسلم  في الحديث ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهُم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يَدخُلَن الجَنة ولا يَجدنَ ريحها ) وفي رواية عند أحمد ( العنوهُنَ فإنهُن مَلعونات ) هذا حديث عظيم وجليل وواقعنا شاهد عليه وفيه إشارة إلى أن الظلم السياسي والفساد الخلقي قرينان ووجهان لعملة واحدة فمتى وجدا فإن الإنسان المغموس في حمأة الشهوة المشغول بالنظر لتبرج النساء فإنه لا يجرأ أن يقول للظالم إنك ظالم ولا بد أن يعاقب بأقوام معهم سياط يجلدون الظهور والإشارة في الحديث ظاهرة وذكر هذين الصنفين فيه ليس من عبث إنهما وحي من الله عز وجل . 

 

أما الغيرة : فهي أفكار وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يعتقد الشخص أن علاقته القوية بانسان آخر تُهدد من قبل طرف آخر مُنافس قد يكون غير مُدرك أنه يُشكل تهديداً . والغيرة المُعتدلة من الأخلاق المحمودة في الإسلام فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله يغار وإن المُؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه ) وعدمها من الأخلاق المذمومة التي قد تمنع صاحبها من دخول الجنة . فعن عمار بن ياسر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً : الديوث والرَجُلَة من النساء ومدمن الخمر ) قالوا يا رسول الله : أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث ؟ قال ( الذي لا يبالي من دخل على أهله ) قلنا : فما الرجلة من النساء ؟ قال ( التي تتشبه بالرجال ) ومعروف علمياً إن الرجل والمرأة لديهم هرمونات ذكرية وأنثوية وسلوكهما هو الذي يحد نسبة إرتفاع أو إنخفاض أحدهما والملابس من العوامل المؤثرة فيه وإلا ما السبب الذي يدفعهم إلى تضييق البنطال بهذا الشكل بل ويزداد ذلك عند الجنسين يوماً بعد يوم والأدهى من ذلك إنهن الآن يرتدين غطاء الرأس ويطلقنَ عليه اسم الحجاب وفي الأسفل ( بنطال ضيق جداً ) الحالة الايجابية أياً كانت تعم فائدتها للمجتمع والسلبية كذلك والحرية إن لم تكن ضمن الحدود تصبح إنفلات ولهذا يجب الإنتباه إلى الإختلاط بحجة إنهم صغار لايفهمون وهذه الأزياء التي حولتهم إلى دمى يلعب بها الشواذ في كل ركن أو زاوية ...

 

والأخطر من كُل ماذكرت إن من أعلام الساعَة وأشراطها كثرة الشذوذ الجنسي الذي إنتشر بسبب تلك الفاحشة نعوذ بالله من ذلك . وكذلك السِّحَاق بين النساء وهذا يعلمهُ كثير من الناس وقد وقع كما أخبر الرسول وانتشرت الأمراض التي لم تكن في الأولين من قبلنا كالأيدز ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما فشت الفاحشة في قوم قَطّ إلا فشت فيهم الأمراض التي لم تكن في أسلافهم ) وجاء عنه ( إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء )  وأخيراً ورد في كتاب البداية و النهاية لابن كثير : " قال في المُنتظم : و من عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السنة : أن إمرأة تقدمت إلى قاضي الري فادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار فأنكره فجاءت ببينه تشهد لها به فقالوا : نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا فلما صمموا على ذلك قال الزوج : لا تفعلوا هي صادقة فيما تدعيه فأقرّ بما إدعت . فقالت المَرأة حين عرفت ذلك منهُ وإنهُ إنما أقرّ ليصون وجهها عن النظر : هو في حل من صداقي عليهِ في الدنيا والآخرة " ..


أينَ نحنُ الآن من هذا السُلوك ؟

تعليقات

أحدث أقدم